مشروع صغير يمكنه أن يكون بداية رائعة لتطوير اقتصاد المرأة

أربع نساء من قرية البشيرية بشمال وشرق سوريا تعملن معاً في مشروع مشترك لتطوير اقتصادهن الخاص وإعالة أسرهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

شيرين محمد

قامشلو ـ في قرية البشيرية التابعة لناحية تربسبيه في مقاطعة قامشلو، تعمل أربع نساء ضمن مشروع صغير لصناعة خبز التنور وبيعه، وتحرصن على تشجيع النساء لبناء اقتصادهن الخاص.    

 

"يد واحدة وهدف واحد"

تعمل فاطمة العلي البالغة من العمر 40 عاماً وهي تتحدث لنا عن طريقة صنع خبز التنور قائلةً أن "فكرة إنشاء مشروع صغير كهذا جيدة وخاصة في هذه الفترة التي نعاني فيها من نقص الخبز وارتفاع أسعاره لذا قررنا أنا وجاراتي العمل ضمن مشروع جماعي وبناء اقتصاد خاص بنا دون اللجوء إلى أي أحد لتوفير مستلزمات بيتنا وإعالة أسرنا".

وأضافت "نتجمع في بيت واحد ونعمل على نخل الطحين، لتجهيز العجينة التي تتطلب الخميرة، والملح، والماء، والقليل من السكر، عند انتهائنا من صنع العجينة نقوم بتقطيعها على شكل دوائر ونتركها إلى أن تتخمر، في هذا الوقت نتجه إلى جمع الخشب لإشعال التنور، بعدها نفرد قطع العجين ونضعها في التنور".

وبينت أنه "بدأنا العمل منذ ما يقارب الـ 15 يوم، رغم أن مشروعنا جديد إلا أنه لاقى تشجيع كبير من أهالي القرية، وإلى جانب عملنا في صناعة خبز التنور نعمل على صناعة خبز الصاج أيضاً ولكن طلبات خبز التنور أكثر لذا نعمل وفق الطلبيات، فنحن نمتلك عجانة وبابور الكاز لتسهيل العمل ونسعى لتطوير مشروعنا أكثر في الأشهر المقبلة".

وأشارت فاطمة العلي "منذ صغري كنت أشاهد والدتي وهي تصنع الخبز وتعلمت منها واستفدت اليوم من هذا الشيء، ويرى أهل القرية أن عملنا ناجح خاصة أننا نعمل معاً كنساء وبشكل جماعي لخدمة أهالي القرية، وهذا ما جعل عملنا فريد من نوعه لذا نسعى لضم العديد من النساء وتشجيعهن على العمل على مشاريعهن الخاصة".

اختتمت فاطمة سليمان العلي حديثها بالتأكيد على أن "المرأة لديها القدرة للعمل في جميع المجالات الحياتية، ويجب على جميع النساء تخطي الصعوبات التي تواجههن والسير نحو بناء مشاريع أكبر لتطوير اقتصاد المرأة، وتغيير فكر المجتمع نحوهن لأننا في هذه الفترة بحاجة الى نساء ذوات الإرادة القوية".

 

"لا نعتبر الصعوبات عائق أمامنا"

ومن جهتها قالت مريم حسن البالغة من العمر 43 عاماً "العمل الجماعي دائماً ينجح ولا سيما أننا أربع نساء ذوات إرادة وقوة. وعندما تم اقتراح فكرة المشروع تشجعت للعمل وأردت الانضمام، ولأنه خاص بالنساء وهدفه الاساسي بناء اقتصاد خاص بالمرأة، جذبتني فكرة التعاون للمشاركة في هذا المشروع رغم أنه مشروع جديد فلقد لاقى الكثير من الداعمين والزبائن من القرية وخارجها". 

وأوضحت مريم حسن أن "ما يميز النساء الريفيات في شمال وشرق سوربا، هو اتقانهن لصناعة الخبز إن كان التنور أو الصاج، إلى جانب العديد من الصناعات الأخرى، التي يجب على كل امرأة ريفية أن تتقنها وبمهارة"، مشيرةً إلى أنه "من خلال عمل المرأة في هذه المشاريع تتشجع جميع النساء للعمل والاعتماد على أنفسهن من الناحية الاقتصادية، ونحن نسعى من خلال هذا المشروع لنشر مفهوم المشاريع الصغيرة المختلفة الخاصة بالمرأة في جميع القرى المجاورة".

وأضافت "عملنا في صناعة خبز التنور والصاج يعد رمزاً للتعاون ما بيننا نحن النساء، فرغم الصعوبات التي نعاني منها تحت حرارة الشمس الحارقة، لا سيما أننا نعمل أمام التنور لساعات لتوفير الكمية اللازمة، وفي بعض الأحيان نعاني من نقص كمية الطحين ألا أن المشروع يساعدنا في توفير الخبز ومستلزمات المنزل، فنحن لا نعتبر هذه الصعوبات عائق أمامنا فهو يغنينا عن اللجوء إلى الافران الآلية وطلب المساعدة المالية".