مروة العرفي... أسعى لأكُون أول شركة ليبية تستثمر الطاقة الشمسية
تخلصاً من سيطرة الرجل في الأعمال الخاصة، وتجنباً لتعرضها للتحرش أثناء بحثها عن عمل، توجهت مروة محمد العرفي إلى ابتكار عمل خاص بها في مجال تتمنى أن تكون من رواده مستقبلاً
ابتسام اغفير
بنغازي ـ ، إنه مجال الطاقة الشمسية حيث أسست مروة شركة الطاقة الذكية للطاقة الشمسية، والطاقات المتجدد في مدينة بنغازي عام 2020، وحققت خلال عام عدة نجاحات، ودعمت صلاتها بهذا المجال الذي تقول عنه إن ليبيا ستتجه إليه مستقبلاً لا محال.
مروة العرفي التي تخرجت من قسم الأدب الإنجليزي عام 2016 من جامعة بنغازي، توجهت بعد تجارب مختلفة من العمل في الشركات الخاصة إلى إنشاء شركتها الخاصة في مجال إنتاج الطاقة الشمسية.
وعلى الرغم من أن تخصص دراستها في الجانب الأكاديمي لا يمت لمجال عملها بأي صلة، إلا إنها دعمت تجربتها عن طريق تلقي دورات تدريبية عبر الأنترنت حول الطاقة الشمسية، وكذلك تدربت على أرض الواقع على يدي متخصص ليبي في هذا المجال.
التحرش من قبل المدراء والسكوت عنه
تقول مروة العرفي عن توجهها وتأسيس عمل خاص بها "تتم محاربة المرأة في ليبيا بشكل كبير من قبل الرجل خاصة المرأة الناجحة، فيقوم بمعاداتها، ومن أجل إحباطها وإفشالها، فأنه يقوم بالتحرش بها، أو يقوم بمضايقتها بكل السبل المتاحة حتى يتم التخلص منها وتترك العمل".
وتضيف "هناك نساء كثيرات تعرضن للتحرش من قبل المدراء في عملهن، مما أضطرهن لترك العمل، ولم يستطعن الحديث عن السبب الرئيسي لتركهن العمل خوفاً من نظرة المجتمع الليبي لهن".
وتؤكد بأن "الحصول على عمل في ليبيا أصبح صعب جداً فإما أن تنحرف الفتاة حتى تحصل على عمل خاصة في بعض الأعمال الخاصة، والذي لا تستطيع أن تشعر بالأمان فيه، لأنه في أي لحظة قد يتم الاستغناء عن خدماتها، أو أن تكون لديها "واسطة قوية" لو كان العمل حكومي"، مشيرةً إلى أنه لو تم إعطاء فرصة للمرأة في المجالات التي منعت من العمل بها لكانت أفضل من الرجل بكثير.
"نسبة الوفيات بسبب المولدات الكهربائية 2% أغلبهم من النساء والأطفال"
بدأت مروة العرفي تفكر في هذا المشروع حين شاهدت وضع البلاد من حيث انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، خاصة في فترة الصيف، واستخدام المولدات من أجل الحصول على الكهرباء.
وتوضح نقطة مهمة حول أضرار استخدام المولدات الكهربائية "أن نسبة 2% من الوفيات في ليبيا خلال الفترة الماضية كانت بسبب المولدات، وأغلب الضحايا هم من النساء والأطفال، فالمولدات الكهربائية إلى جانب الضجيج الذي تصدره فهي تؤثر على التنفس من ناحية رائحتها الكريهة المنبعثة بسبب "النافتة"، وخطورة استخدامها، واستهلاكها للوقود بشكل كبير، لذلك أنصح الجميع بالتوجه إلى استخدام الطاقة الشمسية".
وتقول عن مشروعها "اتجهت إلى هذا الاستثمار في هذا المجال لأنه أكثر أماناً واقتصادي جداً، ونحن بلاد الشمس لابد لنا أن نستثمر فيها، فهناك دول أوروبية تريد الاستثمار في ليبيا والاستفادة من هذه الطاقة المتجددة".
أول مشروع في غرفة التجارة والصناعة
وتشير مروة العرفي إلى أن مشروعها هو الأول من نوعه الذي تم تسجيله بغرفة الصناعة والتجارة ببنغازي كنشاط اقتصادي في مجال الطاقة المتجددة، فالطاقة الشمسية هي طاقة صديقة للبيئة، ولا تحتاج إلى تكلفة كبيرة من أجل تركيبها في البيت، وإنما هي الألواح الشمسية التي يصل عمرها الاستهلاكي ما بين 10 إلى 15 عاماً، والبطارية التي يمتد عمرها إلى 15 عاماً، وبذلك تعتبر أكثر توفيراً من المولدات.
وحول وعي الناس باستخدام هذه الطاقة تقول "مازال المجتمع الليبي يحتاج إلى التوعية بضرورة التوجه إلى استخدام الطاقة الشمسية، فالكل يظن أنها أعلى تكلفة، بينما هي في الواقع أقل تكلفة من المولدات الكهربائية".
"والدي الداعم الأكبر وهو شريكي"
وعن الداعم الأكبر لها من أجل خوض هذه التجربة تقول مروة العرفي "لقد كان والدي هو الداعم الأكبر لي فقد شجعني على الانطلاق في هذا المشروع ودعمني بكل قوة، قمنا بعمل دراسة على مدار سنتين وقد نجح المشروع، والدي هو شريكي ومصدر قوتي".
مروة العرفي التي انطلقت من الصفر ها هو عملها يصل إلى الجنوب الليبي، والجنوب الغربي، وحصلت على مساعدات من أجل إضاءة كورنيش مدينتي درنة وبنغازي، وتطمح إلى إنتاج ألواح الطاقة الشمسية وتصنيعها في ليبيا، فبحسب ما قالته فأن رمال الصحراء الليبية هي مادة خام وممتازة من أجل صنع زجاج الألواح الشمسية، وبالتالي هي تفكر بافتتاح مصنع خاص بها.
طموحات مروة العرفي غير محدودة فهي تسعى لأن تصبح شركتها من أكبر الشركات في هذا المجال في ليبيا، وتسعى وتجتهد من أجل أن تكون من الرواد الليبيين الذين يدعمون الناس من أجل استخدام الطاقة الشمسية بحكم أن ليبيا ستتجه مستقبلاً لاستخدام الطاقة الشمسية.