مركز "نعيمة بوخطوة" أول مركز تدريب نسائي لتعليم فن الخياطة والتطريز
أكدت نعيمة بوخطوة أن الهدف من تأسيس مركز لتعليم مهنة الخياطة هو تقديم الخدمات للنساء اللواتي تضررن من الحروب، وتعزيز دورهن اقتصادياً وتأهيلهن للعمل.
هندية العشيبي
ليبيا ـ شهدت الحركة النسائية نهضة بعد ثورة شباط/فبراير 2011، فقد شاركت النساء في كل المراحل الانتقالية رغم التحديات التي واجهتها اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، ورغم عدم توفر بيانات دقيقة حول مشاركة المرأة في سوق العمل الليبي، إلا أنه يمكن ملاحظة تزايد عدد النساء اللواتي تمارسن أعمالاً تجارية ويدرن شركات صغيرة ومشروعات صغرى ومتوسطة في عدد كبير من المدن والمناطق الليبية للمشاركة في تنمية البلاد وتحسين معيشتهن.
رغم الخراب والقتل الذي نشرته الجماعات الإرهابية إبان سيطرتها على بعض المدن والمناطق الليبية قبل تحريرها، ومنها مدينة درنة الواقعة أقصى الشرق الليبي، استطاعت نعيمة بوخطوة (65) عاماً تأسيس أول مركز تدريبي نسائي يعنى بتدريب النساء على الخياطة والتطريز بالمدينة عام 2018.
نعيمة بوخطوة معلمة في مدارس مدينة درنة، وهي أم لأربعة أولاد، تمكنت من تأسيس أول مركز لتدريب النساء على الحرف اليدوية كالخياطة والتطريز والكورشيه والتصميم، وتمكين اللواتي هاجرن أو تعرضن للأذى وفقدان ذويهم خلال الحروب، من اكتساب المهارات اللازمة في فن الخياطة وأساسياته.
وقالت نعيمة بوخطوة مدير مركز الخياطة الذي يحمل اسمها، إنه منذ تأسيس المركز استطاعت تدريب أكثر من 450 امرأة وفتاة من أعمار مختلفة، على حرف الخياطة والتطريز والاعمال اليدوية بواقع 30 ساعة تدريبية شهرياً، تتعلم خلالها المتدربة على فن الفصال والخياطة بأحدث الوسائل العلمية، كما حصلت المتدربة على تدريبات نظرية حول آلية إدارة معامل الخياطة والتسويق لها، مضيفةً بأن النساء بعد التدريب يمكنهن خدمة أسرهن وتحسين نمط معيشتهن، وخلق فرص عمل للمرأة لزيادة دخلها خاصة النساء اللواتي فقدن عوائلهن خلال الحرب والتهجير.
وحول التدريبات التي تلقتها المتدربات خلال الدورات أوضحت نعيمة بوخطوة أن المتدربات حصلن على تدريبات عملية ونظرية في معرفة أدوات التطريز والخامات والغرز الأساسية بالإضافة لآلية استخدام آلة الخياطة، وغرس ثقافة ابتكار الأفكار والتصميمات الجديدة في خياطة الملابس، من خلال عرض أعمال لمصممين دوليين، وشرح أفكارهم وأعمالهم وآلية اختيارهم للألوان والقصات.
ورثت نعيمة بوخطوة مهنة الخياطة والتطريز من والدتها وجدتها اللواتي شاركن في تصميم وخياطة البدلات العسكرية لقوات الجيش الليبي في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وقالت أنها كانت تتعلم من والدتها طرق التطريز وترتيب الألوان وتنسيقها خاصة خلال خياطتها للملابس الخاصة بالفنانين المشاركين في المسرحيات المقدمة على خشبة المسرح الوطني بدرنة.
وأوضحت أن الهدف من تأسيس هذا المشروع الخدمي هو تقديم الخدمات للنساء اللواتي تضررن من الحروب التي دارت بالمدينة، وتعزيز دورهن اقتصادياً وتأهيلهن للعمل من خلال تعليمهن حرف تستطعن من خلالها إنشاء مشروعاتهن الخاصة.
ودعت السلطات المختصة في البلاد إلى تقدم الدعم للمراكز والمؤسسات النسائية المختصة بتقديم الخدمات للنساء والفتيات خاصةً اللواتي فقدن ذويهم خلال الحروب، وتعزيز دورهن اقتصادياً.
وأعربت في ختام حديثها عن فرحتها بمشاركة فتيات صغيرات السن في الدورات التدريبية التي ينظمها المركز، والتماسها مدى رغبتهن في تعلم التطريز واستخدام الإبر في تصميم المفروشات والاغطية.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها المرأة في ليبيا وعدم قدرتها على المشاركة بشكل كبير في سوق العمل، إلا أن البنك الدولي كشف أن ليبيا هي الدولة الأولى عربياً من حيث مشاركة النساء في سوق العمل، وذلك بنسبة تعادل 35.7% من إجمالي اليد العاملة.