'عليك أن تقاتل لتحصل على أي شيء'
افتتاحها لمغسلة سيارات في مدينة صغيرة يعتبر مخالفاً للعادات والتقاليد المجتمعية، لكنها رغم الصعوبات التي واجهتها تمكنت من العمل بها إلى جانب عملها في معالجة الحيوانات.
نشميل أحمدي
مريوان ـ تعتبر بعض المهن حكراً على الرجل، لكن المرأة قادرة دائماً على القيام بالأعمال التي يقوم بها الرجال في جميع المجالات، فهي تحتاج فقط فرصة للقيام بذلك وإثبات نفسها.
تقول نكين فتحي البالغة من العمر 35 عاماً، من سكان هورامان في مدينة مريوان، والحاصلة على درجة البكالوريوس في الجغرافيا وناشطة في مجال البيئة وحماية الحيوان "أمتلك مغسلة سيارات، عملي في هذا المجال بالنسبة للمجتمع مخالف للعادات والتقاليد وبناءً على العقلية الأبوية يعتبر عملاً ذكورياً في مدينة صغيرة مثل مريوان، كنت أتساءل دائماً كيف وفي أي سياق اخترت هذه المجال لنفسي".
وأشارت إلى أنها تعمل في غسل السيارات منذ عشر سنوات، وإلى جانب عملها تقوم بمعالجة الحيوانات المصابة والجريحة "منذ ما يقارب من عشر سنوات، صدمت سيارة كلباً في مكان عملي وكسرت عموده الفقري وللأسف مات، وهذا جعلني أعتقد أن هناك حيوانات كثيرة تتأذى منا نحن البشر ولا تستطيع شفاء نفسها لذلك علينا أن نبذل قصارى جهدنا لمعالجتهم وإعادتهم إلى قلب الطبيعة، وكانت هذه الشرارة لمواصلة هذا العمل بجدية، في البداية لم تكن لدي أي خبرة في العمل حتى تمكنت من لقاء بعض الاطباء وأخذ بعض الخبرة منهم".
وأضافت أنها نشأت في عائلة تحب الحيوانات، "أمي وأبي يقومان دائماً بإطعام الحيوانات، منذ حوالي خمسة عشر عاماً، عندما بدأت عملي في معالجة الحيوانات كان الناس لديهم نظرة سيئة للحيوانات، وخاصةً الكلاب كانوا يقولون دائماً أن الكلاب غير نظيفة، ولماذا تعملين في معالجتهم، لكن الأن تغير الوضع للأفضل قليلاً على الرغم من أن تلك الأفكار لا زالت باقية ألا أنها في وضع أحسن".
وأشارت إلى أن بداية مشوارها في غسيل السيارات كان صعباً جداً "عندما بدأت مشروعي في افتتاح مغسلة السيارات، كنت المرأة الوحيدة التي تقوم بهذا العمل وكان لدي العديد من المشاكل، سواءً على مستوى المجتمع أو الجهات الحكومية التي بقيت عالقة معي، بالإضافة إلى أسرتي التي عارضت عملي واعتبرتها وظيفةً للرجال"، مضيفةً أنها تعرضت للعديد من المشاكل لذلك لم تستطع العمل لمدة ثلاثة سنوات، لتبدأ عملها مرة أخرى منذ عام في المغسلة.
وعن الصعوبات التي وواجهتها في عملها قالت "كانت عائلتي تعارض عملي تماماً، لكن عليك أن تقاتل دائماً للحصول على أي شيء، بدأت في عملي مرة أخرى في المغسلة، ففي كل عمل يقوم به الأنسان من الطبيعي أن يتعرض لبعض الصعوبات الخاصة بالعمل، ففي بعض الأحيان أبقى في العمل لساعات متأخرة، كما يجب في بعض الأوقات إغلاق المغسلة كما في الأيام الممطرة بشكل عام، أحب عملي جداً وأشعر دائماً أنني أحمل مسؤولية أستطيع القيام بها"، مؤكدةً أن الحلم دائماً يكون في عقل ومخيلة الأنسان، لكني أقول أنه بدل من الحلم يجب وضع هدف والعمل على تحقيقه، من أجل بناء مستقبل أفضل، لذلك أعمل دائماً على تطوير عملي".