غزة... شابة تحترف مهنة صيانة الهواتف المحمولة

في ظل انتشار البطالة في قطاع غزة احترفت الشابة الفلسطينية ولاء أبو حماد، صيانة وتصليح الهواتف الخلوية وكسرت حواجز العادات والتقاليد؛ لخلق مصدر دخل وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

نغم كراجة

غزة ـ يعاني قطاع غزة من سوء الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة، التي أثرت بشكل كبير على النساء باعتبارهن معيلات أنفسهن وأسرهن لكن الشابة الفلسطينية ولاء أبو حماد اتخذت من مهنة صيانة الهواتف الخلوية مصدر دخل لها.

تخرجت ولاء أبو حماد البالغة من العمر 35 عاماً، من كلية العلوم المالية والمصرفية عام 2010، وكحال الخريجين/ات سعت كثيراً للعثور على وظيفة تناسب تخصصها الدراسي وتحقق اكتفائها الذاتي خاصةً في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة، وباتت محاولاتها دون جدوى وقضت سنوات طويلة تنتظر في طابور البطالة.

باتت الأعمال الحرة والمشاريع الريادية متشابه بين الجنسين لذلك قررت الشابة ولاء أبو حماد الالتحاق بدبلوم صيانة الهواتف الخلوية عام 2017 كونه عمل غير معتاد للمرأة أن تمتهنه "أردت أن أطلق مشروعاً بعيداً عن مجال تخصصي، وفي الوقت ذاته غريب ولم يحدث، ألا وهو أن تمتهن فتاة إصلاح الأجهزة الخلوية".

وأشارت إلى أنها خاضت العديد من الدورات والورش التدريبية، وعملت مدربة في مجال الخلويات لكلا الجنسين حتى وجدت أنها لابد أن تفتتح مشروعها الخاص تحت أسم "ولاء فون"، ولاقى المشروع إقبالاً كبيراً من الأهالي بسبب عدم إمتهان الفتيات لهذا النوع من الأعمال من قبل، موضحةً أنها شكلت عنصر الأمان لمثيلاتها من الفتيات اللواتي تحتجن إلى تصليح هواتفهن وتفضلن وجود المرأة لحل المشكلة.

وأضافت أن فكرة عمل المرأة في هذا المجال أمر مطلوب للغاية خاصةً من قبل الفتيات في ظل انتشار ظاهرة الابتزاز الإلكتروني، فالكثيرات منهن تخشين إصلاح هواتفهن عند الرجال خوفاً من انتزاع خصوصيتهن وتعرضهن للتهديدات والضغط "، لافتة أنها بعملها هذا أصبحت عون الفتيات في ظل التوسع التكنولوجي.

وأوضحت "كنت على يقين بأنني سأواجه العديد من الصعوبات المتعلقة بالعادات والتقاليد التي ترى أن عمل الفتيات في المهن التي تقتصر على الرجال أمراً مخزي ومرفوض، كما أنني تعرضت للتنمر والإساءة بالكلمات السلبية مثل " بنت تصلح الجوال".

وأضافت أنها لم تستسلم للعبارات المحبطة وواصلت عملها على أكمل وجه حتى أصبحت محترفة في مجال صيانة الهواتف الخلوية، ويقصدها الأهالي لإصلاح هواتفهم من كل منطقة خاصةً الفتيات كنوع من الأمان وحفاظاً على بياناتهن وما يخصهن من صور وفيديوهات وغير ذلك من الخصوصيات.

ونظراً للأوضاع المادية الصعبة التي تحول دون مقدرتها على شراء المعدات اللازمة بسبب تكلفتها الباهظة كآلة فك الشاشات، وأدوات الصيانة، والتصليح، تضطر للذهاب لبعض المعارض التجارية المختصة؛ لاختيار بدائل أخرى بثمن أقل، إلى جانب عدم امتلاكها ورشة خاصة بها "حتى هذه اللحظة أعمل داخل زاوية صغيرة في منزلي فاضطر لتسليم الأجهزة للزبائن في الخارج ".

ولفتت إلى عواقب الحصار المستمر على قطاع غزة كإنقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، ما يجعلها تتأخر في تسليم الأجهزة لأصحابها، بالإضافة إلى إغلاق المعابر ومنع دخول المعدات المطلوبة وغلاء أسعارها، مشيرةً إلى أن ألية العمل والتصليح تحتاج إلى الدقة والتركيز العالي أثناء الإعداد.

وفي ختام حديثها تقول ولاء أبو حماد "أنها تطمح إلى أنشاء ورشة صيانة وتصليح لتتمكن من توسيع نطاق عملها ولتفتح المجال أمام الفتيات اللواتي بحاجة للعمل، ولا تجد أي مانع لعمل المرأة في هذا المجال المهني وخاصةً المهن التي تقتصر على الرجال"، داعيةً الفتيات عدم قضاء أعمارهن وهن تنتظرن فرص العمل لأنها على يقين أن المرأة تستطيع تقديم أفضل ما لديها "النساء مبدعات وبإمكانهن احتراف المهن الذكورية أيً كانت".