دورات مهنية متنوعة تدعم المرأة وتفتح المجال للانخراط في العمل
تمكين المرأة اقتصادياً وتوفير فرص عمل للنساء؛ لزيادة مساهمتهن الفعلية في بناء المجتمع أحد أهم أهداف وقف المرأة الحرة في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا
دلال رمضان
كوباني ـ وعلى ذلك افتتح دورتا أعمال يدوية وحاسوب.
افتتح وقف المرأة الحرة في عام 2018 بمدينة كوباني لمساعدة النساء على تنمية مواهبهن واستقلالهن مادياً ومنذ ذلك الحين افتتح العديد من الدورات التدريبية المهنية لمجالات الخياطة والتجميل، والإسعافات الأولية، إضافةً للحاسوب ودورات لمحو الأمية للغات الكردية والعربية والإنكليزية.
كذلك عمل الوقف على افتتاح روضات لأطفال الأمهات العاملات لتخفيف العبء عنهن، والعديد من المراكز الصحية والتدريب المهني إلى جانب إعطاء المحاضرات التوعوية في المجالس والكومينات.
الأعمال اليدوية... لصقل المواهب
مؤخراً افتتح الوقف دورة تدريبية للأعمال اليدوية ولأول مرة في مركزه؛ بهدف صقل مواهب النساء ومنحهن الفرصة للعمل داخل المنزل وتسويق منتوجاتهن.
معلمة الأعمال اليدوية ريم أحمد والتي تعلمت هذه المهنة عن طريق الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب تقول أنها بدأت تستخدم المواد المتوفرة والطبيعية المتواجدة في المنزل والطبيعة إلى أن افتتحت معرضاً خاصاً بها "بعد اتقاني للعمل وتعلمها بالشكل الصحيح قررت افتتاح معرض خاص بي في مركز وقف المرأة الحرة، وتشجيع النساء على التعلم لذلك افتتحت دورات خاصة للنساء اللواتي يرغبن بتنمية مواهبهن، وليستفدن منها مادياً".
وأوضحت أن "الأشغال اليدوية تحتاج لمواد مكلفة لكن بإمكاننا الاستفادة مما هو متواجد في المنزل ومن الطبيعة"، لافتةً إلى أن هذه المرة الأولى التي فيها دورة خاصة للأعمال اليدوية في وقف المرأة.
وتبين أن المواد المستخدمة تحتاج لإعادة تدوير وهي متوفرة في كل منزل كالعلب الزجاجية والبلاستيكية وأغصان الأشجار وأوراقها إضافةً للأقمشة، "بدأت التجهيز للمعرض منذ قرابة شهرين بعد العمل المتواصل وجمع المواد التي احتاجها لصنع المناظر الطبيعية والأشكال بالإضافة إلى لوحات مميزة من الطبيعة ولوحات من الأقمشة طرزت عليها بألوان مختلفة من الخيوط".
أضافت بعد صنع الكثير من الأعمال اليدوية وتجهيز العديد من اللوحات تم عرضها في صالة خاصة بالمركز من أجل بيعها وتدريب النساء على صنعها بأنفسهن، "هدفنا من المعرض هو تعريف الأهالي والنساء بشكل خاص على المواد الطبيعية وإمكانية استخدمها في أشكال ولوحات جميلة ومفيدة".
ودعت في ختام حديثها جميع النساء اللواتي يرغبن بالعمل وتنمية مواهبهن بالتسجيل في هذه الدورة التي سوف تتيح لهن الفرص في إيجاد عمل وتمكينهن اقتصادياً "يمكن للنساء اللواتي يرغبن في تمكين أنفسهن اقتصادياً تعلم المهنة والاستفادة منها".
وحول دورات الحاسوب التي يفتتحها المركز تقول مدربة الحاسوب في مركز وقف المرأة ديانا أحمد "نفتح في المركز دورات للحاسوب بشكل دوري، كل دورة تستمر حوالي 40 إلى 50 يوماً، لكافة النساء والفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 ـ 45 عاماً، وتتضمن كل مجموعة 5 أو 6 متدربات".
وعن الدروس التي يتم إعطائها في الدورة التدريبية للحاسوب تشير ديانا أحمد إلى أن الدروس في البداية تكون نظرية ومن ثم تبدأ الدروس العملية حول برنامج المايكروسوفت وورد وكذلك مايكروسوفت إكسل، لافتةً إلى أن "الدروس النظرية تكون بسيطةً جداً وعبارة عن مكونات الكمبيوتر المادي والبرمجي ومن ثم يتم تعريف المتدربات على كيفية الكتابة واستخدام الاختصارات بالإضافة إلى الطباعة.
وأوضحت أن الدورة تضم 12 درساً حول العمليات الحسابية، مشيرةً إلى أن كل 15 يوماً من الدورة يتم إجراء امتحان شفوي وكتابي للمتدربات وبعد الوصول إلى نهاية الدورة يتم إجراء امتحان التخرج وبعد صدور النتائج يتم منحهن إما شهادة حضور أو شهادة خبرة.
وطالبت ديانا أحمد في ختام حديثها جميع النساء والشابات الالتحاق بالدورات المهنية كالكمبيوتر، الخياطة، الإسعافات الأولية، بالإضافة إلى دورات الأشغال اليدوية التي افتتحت مؤخراً في المركز "يجب على جميع النساء الالتحاق بالدورات المهنية لتطوير ذاتهن ولتنمية مهاراتهن وتمكين أنفسهن اقتصادياً"، لافتةً إلى أنه خلال العام تم تخريج 8 دورات متتالية للنساء.
فيما قالت رولا نعسان إحدى الطالبات في قسم الحاسوب البالغة من العمر 19 عاماً، من مدينة كوباني "بعد أن سمعت بفتح دورات وبأسعار رمزية في وقف المرأة الحرة بمدينة كوباني سارعت إلى التسجيل فيها والانضمام إلى دورة تعلم العمل على الحاسوب".
وتمنت رولا نعسان من جميع الشابات والنساء الالتحاق بالدورات المهنية وعدم البقاء في المنازل والتعرف على محيطهن "على كل الفتيات الانضمام إلى الدورات المهنية لكي تستطعن الوقوف في وجه أي حواجز يقف أمامهن في حال احتجنا إلى العمل يوماً، فهذه الدورات وسيلة للعمل في أي مجال نرغب فيها".