دفعها حب التعلم لتواجه ردود فعل قاسية

في كل صباح وقبل ذهابها إلى المدرسة تفتح محل والدها لبيع قطع الغيار، وبعد عودتها تمضي معظم وقتها فيه، وتعتبر من أوائل الفتيات اللواتي انخرطن في العمل بمجال الميكانيك في مدينة كوباني

نورشان عبدي 
كوباني ـ .
رويا عبد الرحمن (17) من مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا تعمل مع والدها بمحله لبيع قطع غيار السيارات منذ أن كان عمرها 10 أعوام وخلال هذه السنوات تمكنت من إتقان المهنة بشكل احترافي.   
عن اختيارها للعمل مع والدها في هذه المهنة التي توصف بأنها للذكور فقط تقول رويا عبد الرحمن لإن عائلتها بمعظمها فتيات كان الجميع يقول ألا أحد سيتمكن من استلام عمل المحل، وتضيف "بدأت بمساعدة والدي ولكن مع الوقت تعلمت المهنة وأحببتها. يقول الجميع أنها مهنة ليست للفتيات اللواتي بعمري ولكن بعد وقت قصير تعرفت على أنواع القطع، ولماذا تستخدم كل واحدة منها وأسعارها، بالإضافة إلى طرق وكيفية التعامل مع الزبائن الذين يترددون إلى المحل". 
لا ترى رويا عبد الرحمن العمل في محل لبيع قطاع الغيار أنه صعب بالمقابل اكتسبت خبرة في معرفة القطع واستخداماتها، لكن لطالما كان المحيط رافضاً للاختلاف وهذا ما مرت به رويا التي تقول عن ردود فعل المحيطين بها "سخر أصدقائي في المدرسة من عملي بمحل والدي، كما أن الزبائن كانوا يتجاهلون وجودي في المحل ويسألون ويتحدثون مع والدي وذلك لأنني فتاة وصغيرة في السن أيضاً".  
لم تحبطها هذه النظرات واستمرت بالعمل بل وأحبت المهنة "كل ذلك لم يوقفني عن التعلم والتعمق في المهنة، ومع إصراري على الاستمرار بالعمل، لم يجد الزبائن إلا القبول بهذا الوضع والتعامل معي، بل أصبحوا يثقون بي أيضاً"، وتضيف "أعمل بصبر وتأني وابتسامة مع الزبائن وهذا ما تعلمته من والدي". 
بالمقابل لا تهمل رويا عبد الرحمن دراستها فهي تفتح محل والدها صباح كل يوم قبل ذهابها إلى المدرسة وتستقبل الزبائن وبعد عودتها من المدرسة تمضي بعض الوقت فيه إلى جانب ذلك تدرس المرحلة الإعدادية وهي طالبة مجدة ومجتهدة "أحضر كتبي وقرطاسيتي معي إلى المحل فإلى جانب عملي أنهي واجباتي المدرسية وأنا حريصة على التفوق".
كما أنها تمارس هوايتها في العزف وممارسة الرياضة "أهوى العزف على آلة العود، وألعب في فريق روشين لكرة القدم الذي تأسس منذ ما يقارب العام".
لم يعد ينظر لها كطفلة وهو ما وضعها أمام مرمى العادات والتقاليد مرة أخرى "في الفترة الماضية بدأ أقارب أبي يقولون إنني فتاة ومن غير المقبول أن أعمل في المحل، ويضغطون علي لأجلس في المنزل، لكنني لم أكترث لكلامهم".
واختتمت حديثها بالقول إن على جميع الفتيات ألا يتوقفن عن عمل شيء يحببنه بسبب العادات والتقاليد التي صنفت العمل حسب جنس الشخص "علينا تحدي الذهنية الذكورية التي تسيطر على المجتمع من أجل الوصول إلى أهدافنا".