داليا علي: تطوير الذات يخلق فرصَ عمل جيدة للمرأة
"استطعت أن أكسر حاجز الخوف من اتخاذ القرار، وتمكنت من قيادة فريق كامل من فنيين وعمال ومهندسين في موقع العمل وهنا أثبت أن الهندسة المدنية ليست حكراً على الرجال". هذا ما قالته المهندسة المدنية داليا علي.
غفران الراضي
بغداد ـ
تَعتبر داليا علي (٢٦) عاماً وهي حاصلة على ماجستير هندسة مدنية، أن شخصية المرأة القوية وثقتها بنفسها تنعكس على إدارتها وعملها على أرض الواقع، وتتحول لطاقة إيجابية "شخصية المرأة القوية أحد أهم أركان القيادة في العمل، وهذا أيضاً يحتاج إلى تدريب نفسي ومعنوي، حيث أن ثقة المرأة بنفسها وحبها لعملها تتحول لطاقة إيجابية تتفاعل مع المحيط، فتستطيع أن تظهر كشخصية قيادية وتتخذ القرار الصحيح".
تحمل المسؤولية يقوي شخصية المرأة
ومن خلال تجربتها تؤكد داليا علي أن تحملها مسؤولية دراستها واستقلالها المادي صنع جزءاً كبيراً من شخصيتها، "بعد إكمال دراستي الجامعية وخلال تقديمي للبكالوريوس أصبحت مسؤولة عن نفسي مادياً، حيث جمعت بين العمل في مجال إدارة الأعمال بشركة مهمة وبين دراسة الماجستير، وهو ما منحني تجربة مهمة أضافت لي الكثير، ولهذا أعتقد أنه من المهم جداً أن تكون للمرأة فرصة للانخراط بالعمل والاستقلال المادي؛ لأنه يبني شخصية قوية للمرأة".
وتضيف داليا علي عن كيفية اختيار الوظيفة المناسبة لكل فترة زمنية بقولها "في مرحلة دراسة الماجستير اخترت وظيفة أكثر انسيابية، وهي في مجال إدارة الأعمال في إحدى الشركات، وهي ملائمة لما كنت أعيشه من ظروف دراسية، وبعد حصولي على الماجستير عام 2019 انتقلت لمرحلة عملية جديدة، لذلك نجحت في عملي، وهذا مهم جداً لأن اختيار الوظيفة أو العمل له ارتباط كبير بمدى نجاحنا، لكن مجتمعنا لا يركز على هذه النقطة التي تحدد المسار العملي".
تطوير الذات في مجال التخصص العلمي يخلق فرص عمل جيدة
تشير داليا علي إلى ضرورة متابعة سوق العمل ومعرفة احتياجاته للحصول على فرصة جيدة فيه، "سوق العمل من شركات ومؤسسات حكومية وأهلية أصبحت مكتظة بطلبات التوظيف، وهذا يقلل فرص الفرد فما بالك بفرص المرأة في العمل بمجال هندسي لازال البعض يعتقد أنه اختصاص خاص بالرجل، لذلك كانت لي خطط مستقبلية في هذا الموضوع فكنت أشارك بدورات تدريبية وعلمية؛ لاكتساب خبرة تؤهلني لأن أكون منافسة قوية في طلبات التوظيف؛ وفعلاً حصلت على فرصة عمل جيدة باختصاصي الهندسي ضمن مديرية الإعمار والإسكان الحكومية".
وتكمل داليا علي حديثها عن صعوبات إثبات القدرة على ممارسة العمل كمهندسة "الانتقال ما بين النظري وجدول الكميات الهندسي لمشروع ما، وبين تنفيذ المشروع والإشراف عليه يتضمن اتخاذ قرار وتحمل مسؤولية هذا القرار، وإدارة فريق بأكمله من فنيين ومهندسين وعمال يحتاج إلى تدريب نفسي وعلمي للنجاح في خطوات هذه القيادة العملية المهمة رغم الصعوبات والمتغيرات في التنفيذ".
وتضيف حول شخصية المرأة التي تقود فريق عمل من الرجال "الأمر يتعلق بما تملكه المرأة من خبرة ومعرفة في مجال عملها، ورصانة ما تقوم به باختصاصها، فلا يمكن أن يستبعد رأي علمي صائب كون صاحبته امرأة، فخلال عملي استندت على قوة معلوماتي وتراكم خبرات مهمة، ولو كانت سنوات قليلة وهذا مرتبط بمدى تواصلي العلمي، ومتابعتي للمشاريع واهتمامي بأدق التفاصيل وهذا جزءٌ من شخصية المرأة".
"كوني قوية وثقي بأنك قادرة على تحقيق ما تتمنيه"
وتؤكد داليا علي على ضرورة ثقة المرأة بما تقوم به وما تسعى إليه "من خلال تجربتي التي تميل نوعاً ما إلى إثبات النجاح، من خلال إصراري على الحصول على شهادة الماجستير، ومسيرتي العملية أقول لكل امرأة إنك قادرة على القيام بذلك فقط ثقي بتلك القدرة الكامنة داخلك وداخل كل امرأة على ألا تكون هذه الثقة بعيدة عن الاجتهاد لتحقيق ما تحلمين به فقط ضعي الخطة المناسبة وابدئي، وحاولي ثم حاولي حتى تصلي إلى الهدف"