"بيت المونة" مشروع لتمكين النساء اقتصادياً
تعمل لجنة المرأة في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا على توفير فرص عمل لمجموعة من النساء اللواتي لا معيل لهن، ويعملن على تأسيس اقتصادهن الخاص
دلال رمضان
كوباني ـ ، وذلك من خلال افتتاح بيت المونة "فينا جين" بهدف مساعدتهن مادياً وتمكينهن من الناحية الاقتصادية، ويعتبر من أحد أهم المشاريع الاقتصادية من حيث توفير فرص عمل للنساء، وتأمين مونة بيوتهن في فصل الشتاء وبأسعار تناسب دخلهن المحدود.
وعن العمل في بيت المونة "فينا جين" تقول الناطقة باسم لجنة المرأة في مقاطعة كوباني جميلة فارس "نعمل في بيت المونة منذ أكثر من 4 سنوات على تحضير المونة الشتوية خلال فترات محددة من السنة والتي تكون موسمية، ولكن بسبب ظروف الحرب والتهديدات المستمرة وانتشار وباء كورونا في المنطقة توقف عملنا قليلاً"، مشيرةً بأنه بالرغم من ذلك إلا أنهن بدأنا هذا العام من جديد، ورغم التأخير تم تجهيز المونة حسب المواد المتوفرة في أواخر الموسم.
وأضافت رغم جميع الصعوبات إلا أنهن يحاولن توسيع مشروعهن لتوفير فرص عمل لأكثر عدد من النساء اللواتي يرغبن في العمل "في هذا العام كان عدد النساء قليلاً حيث تجاوز عددهم 6 نساء من مختلف مناطق كوباني ويعملن خلال النهار في بيت خصص لحفظ المواد التي يتم تموينها".
وأكدت جميلة فارس بأن هدفهن من المشروع هو مساعدة النساء وتمكينهن اقتصادياً "هدفنا من مشروع بيت المونة هو تشغيل النساء الكبار في السن والغير المتعلمات واللواتي لا معيل لهن، ليحصلن على مردود مالي يكفي لإعالتهن، وكذلك لحاجة السوق إلى مخزن للمونة يتوفر فيه جميع أنواع الخضرة اليابسة، وتكون صناعة منزلية".
وعن المواد التي يتم تموينها والتي تكون موسمية تقول جميلة فارس بأن هناك العديد من الأصناف وأنواع الخضار والفواكه وبكميات كبير مثل (الباذنجان، الكوسا، الملوخية، البامية، رب البندورة، دبس الفليفلة، ورق العنب، وكافة أنواع المربيات بالإضافة إلى جميع أنواع البهارات، والمكدوس واللبنة) والتي تكون حسب توفرها في السوق وحسب الموسم"، مبينة أنه بعد تيبيس تلك المواد يتم تغليفها ومن ثم نقلها إلى بيت المونة من أجل بيعها.
وحول مشاريعهم المستقبلة تقول بأنهن سيعملن في العام القادم على توسيع مشروعهن واستقطاب أكبر عدد ممكن من النساء اللواتي يرغبن بالعمل وبحاجة إليه "هذا العام كان مكان العمل صغيراً جداً، لأننا لم نجد مكان أكبر لذلك كان عدد النساء العاملات قليلاً، سنعمل في العام القادم على إيجاد مكان أوسع".
وبينت جميلة فارس أن المواد التي يتم تموينها جميعها طبيعة وتصنع باليد ولا تحتاج إلى مصانع لصنعها "أهم ما يميز مشروعنا هو الصناعة اليدوية والمتقنة من قبل النساء العاملات والنظافة التامة لها، وتكون بعيدة عن المواد الحافظة التي تستخدم في المصانع، وجميع موادها أساسية وطبيعية".
وأوضحت بأنهن يقمن بشراء الخضار والفواكه من النساء اللواتي يزرعن البساتين في القرى المجاورة لمدينة كوباني ويوجد لديهن بساتين خاصة بهن، كما يتم شراء المونة من نساء القرى التي تم تموينها من قبلهم وذلك بهدف مساعدتهن وتوفير فرص عمل لهن أيضاً "هم من يستفدن ونحن نستفيد أيضاً من مونتهن".
وعن الروح التشاركية بين النساء العاملات تقول جميلة فارس "أن العمل الجماعي جميل جداً، وهناك روح تشاركية بين جميع النساء العاملات في بيت المونة، وهدفنا هو مساعدة النساء ليست فقط مادياً بل معنوياً من حيث مساعدة بعضهن لبعض وكأنهن في منزلهن".
وفي ختام حديثها قالت جميلة فارس بأن أسعارهن رمزية وتكون أرخص من السوق بشكل عام "ارتفعت أسعار جميع المواد وأصبحت جميعها بالدولار، لذلك نحن نحاول بكل ما بوسعنا أن تكون هذه الأسعار أرخص من السوق".