بسمة محمود تؤمن دخلها الخاص من خياطة الدمى

بخيوط من الصوف وسناره وأبره ومادة لاصقه إضافة لبعض الإكسسوارات تخيط بسمة محمود الدمى الخاصة بها معتمدة على فن الاميجرومي مجسدة بذلك شخصيات كرتونية شهيرة وأخرى تشبه أصحابها الذين يطلبون منها صنعها لهم

رفيف اسليم
غزة ـ ، لتنمي موهبتها وتستطيع الحصول على دخل خاص بها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة في ظل انتهائه من حرب مضت ووباء عطل غالبية مناحي الحياة.
بسمة محمود البالغة من العمر (33) عاماً تعلمت أساسيات صناعة الدمى من خلال حصص التدبير المنزلي التي تلقتها بالمدرسة حسب حديثها لوكالتنا، فبالرغم من أنها كانت من المتوفقين دوماً إلا أن لتلك الهواية تأثير كبير عليها فكانت تفرغ لها الوقت لتستطيع أن تتعلم في كل حصة مدرسية شيء جديد، لافتة أن التجربة والخطأ كان لهما دور كبير في مشوار تعلمها الذي انتهى بها كمحترفة في صناعة تلك الدمى.
وتكمل بسمة محمود أنها بعد انتهائها من مرحلة المدرسة بحثت عن مركز لتتعلم خلاله لكنه لم يكن قد وجد في قطاع غزة أماكن مخصصة لتعليم الاميجرومي لتتجه إلى الطريقة البديلة وهي الأنترنت، مضيفة أنها تفقدت عدة مواقع وشاهدت فيديوهات كثيرة لتدرك إلى أن صناعة تلك الدمى ليس شيئا عبثياً بل هو عبارة عن فن ياباني (amigurumi) يعني حياكة الدمى من الصوف التي تتكون من خيوط وحشوة وبعض الاكسسوارات الأخرى.
وتلفت بسمة محمود أن دول مصر والكويت وغيرهم تشتهر بصناعة تلك الدمى، لذلك بحثت عن دورات تعقد عن طريق الانترنت وبالفعل وجدت واحدة والتحقت بها بحماس لتتبعها بعدة دورات أخرى التي على إثرها لاحظت تحسن كبير في عملها وأصبحت لديها من صناعة الدمى مهنة تتحصل من خلالها على الرزق، مشيرة إلى أن الزبائن أيضاً أثنوا على صناعتها للدمى مما شكل لديها حافز كبير على الاستمرار وتقديم الأفضل. 
تتفقد بسمة محمود تلك الدمى الماثلة أمامها لتخبرنا أن تلك الدمية الصغير قد استغرق عملها أسبوع فقط لأنها عبارة عن مجسم صغير، أما تلك الكبرى فقد استغرقت شهور لأنها مليئة بالتفاصيل التي من المفترض أن تطابق ما يطلبه الزبون، مكملة أنه لا وقت محدد لصناعة الدمى فقد تستغرق أسابيع أو أشهر وذلك تبعاً لما يطلب منها وفق معايير الشكل والحجم والتفاصيل الجمالية الأخرى.
وعن أشكال الدمى التي تخطيها تروي لنا بسمة محمود أن الأكثر طلباً هم شخصيات ديزني الكرتونية فهي صنعت تقريباً معظم الشخصيات وجميعها نالت إعجاب الأطفال والكبار إضافة إلى أشكال الحيوانات المختلفة، مشيرة أن الأمهات تطلب منها دمى تشبه أطفالها فيرسلن لها الصورة وتتولى هي إنجاز دمية طبق الأصل عن الطفل/ة وتلك الطلبات تنشط في فترات الأعياد مع نمط لباس وهيئة محددة ترغب الأمهات أن يتذكره طفلها بعد سنوات.
وليس الأطفال فقط من يطلبون ذلك فتخبرنا بسمة أن العديد من الشابات ترسلن صورة لهن دون حجاب ليحصلن على دمية طبق الأصل منهن وكذلك الشباب أيضاً الذين أعجبوا بالفكرة ورغبوا أن يكون شكل المجسم المطابق لهيئتهم في السيارة أو في الغرف الخاصة بهم، لافتة أنها تكون سعيدة جداً برضاهم عن المنتج النهائي بل وقيامهم بتسويق الدمى الخاصة بها عبر حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي.
تستمر بسمة محمود بخياطة تلك الدمية التي بين يديها لتخبرنا أن أسعار الدمى تختلف تبعاً لحجمها والتفاصيل التي تحتويها فالدمية ذات الطول من ١٥ سم إلى٥٠ سم تكون بحدود (15) دولار وقد تصل لـ (50) دولار، بينما المجسمات الصغيرة تكون بحدود (10) دولارات أو قد تكون أقل، مشيرة أن السعر يحدد بشكل نهائي بعد انتهائها من العمل فقد يكون أكثر أو أقل تبعاً لساعات عملها على تلك الدمية وإنجازها للشكل المطلوب.
وعن الصعوبات التي تواجهها بسمة محمود هي ضعف القوة الشرائية في الفترة الحالية، وهو ما يشكل لديها الهاجس الأكبر من انقطاع عملها بل ومصدر رزقها الوحيد، إضافة إلى شح المواد الخام التي تستخدمها من السوق وغلاء الأخرى فتحاول هي استبداله بالأرخص كي لا يتم رفع ثمن الدمية على حساب الزبون، مشيرة أن قلة وعي الزبائن بأهمية وقيمة العمل اليدوي مشكلة أكبر ومقارنة دمها بالدمى البلاستيكية المتوافرة بالسوق.
وتطمح بسمة محمود أن يكون لديها مشغل خاص تعلم به الفتيات ذلك الفن ليتحصلن على مصدر رزق خاص بهن، وأيضاً متجر لتسوق من خلاله الدمى التي تعمل على إنجازها، خاصة أن لمس الدمية باليد ومشاهدتها بالعين ليس كمعاينتها بالصور.