إيمان ماهر: تمكين النساء اقتصادياً طوق النجاة لهن من مختلف الأزمات
تعزيز مهارات وقدرات النساء وفتح مجالات عمل متنوعة لهن يعد أحد الحلول الرئيسية لما يعانونه من أزمات وانتهاكات وعنف، لكونه يزيد من معدل ثقتهن في ذواتهن وقدرتهن على الاستقلالية المالية وتلبية احتياج أسرهن دون الخوف من المستقبل.
أسماء فتحي
القاهرة ـ الكثير من النساء يقبلن ما يمارس عليهن من عنف أياً كانت أساليبه بسبب سوء أوضاعهن الاقتصادية، وغياب البدائل الآمنة لهن في ظل الموروث الثقافي والنظرة النمطية لهن وكذلك وصم الكثيرات ممن يتمردن على العنف.
تمكنت بعض المؤسسات من العمل على ملف التمكين الاقتصادي للنساء وحققن فيه نجاحات كبيرة خاصة أنهم تمكنوا من توفير دخل ثابت لهن والتي مكنتهن من التعايش مع واقعهن والعمل من أجل تغييره دون الخوف من تبعات ذلك عليهن.
وواحدة من المؤسسات التي أخذت ذلك التوجه هي "خير مصر للتنمية" في منطقة الخصوص، التي كان لها تواجد قاعدي مع النساء في تلك المنطقة، كما أوضحت مديرتها إيمان ماهر التي قالت إن "الخصوص منطقة لا يوجد فيها اهتمام لتمكين المرأة، كون الجمعيات العاملة هناك تركز عملها على تقديم المساعدات خاصة المتعلقة بالمعيشة كالطعام والملبس وغير ذلك، لذا جاء اهتمامنا بالتنمية وخاصة الحرف التي نستطيع بها تمكين النساء وصقل مهاراتهن كي يستطعن الاعتماد على ذواتهن وتحقيق قدر من الاستقلال المالي أو تأمين مصدر دخل لهن".
وعن مجالات عملهم تقول "تنوعت المشاريع التي دربنا النساء عليها واستطعنا تمكينهم بسلك المسار الصحيح للاستمرار ومنها ما هو متعلق بصناعة الصابون وبعض المنتجات وكذلك اليدوي منها المرتبط بألوان الخياطة المختلفة، ولم نكتفي بالتدريبات بل تابعنا المتدربات بعد ذلك لنتأكد أنهن اكتسبن المهارة بشكل فعلي، وحرصنا على تمليكهن أدوات الاستدامة ومنحهن الإشراف الفني في التسويق وعرض المنتجات وتلبية الاحتياجات التدريبة والمعرفية حتى يتثنى لهن دخول سوق العمل بقوة".
وحول تأثير تلك التجربة على واقع النساء تشير إلى إنهم يدربون النساء لتوفير مستلزماتهن واحتياجاتهن من صنع أيديهن، وهو الأمر الذي يوفر الكثير من الأموال ويحد من إنفاق الأسرة "إن المشاريع رغم صغر حجمها، إلا أنها أثرت اقتصادياً عليهن ووفرت مصدر دخل والذي خلق درجة من التغيير على صعيد الحياة ومستلزمات المعيشة، وفرحة المتدربات على الحرف اليدوية تكاد لا توصف لكونهن بتن قادرات على صنع احتياجاتهن الخاصة فحالتهن النفسية والمزاجية تبدلت تماماً بعد التعلم واكتساب المهارات المتنوعة".
ومن صور النجاح الذي حققته المتدربات في برامجهم المختلفة عقب اكتسابهن المعرفة والأدوات المختلفة أنهن بتن قادرات على تغيير واقعهن وتبديله تماماً "هناك نساء تمكن من فتح محال تجارية يعرضن فيها ما تمكن من صناعته وتمكن من خياطة الفساتين السواريه للعائلة وللغرباء مما وفر لهن دخل مناسب ومستمر، كما أن عدد منهن تعلمن كيفية صناعة الفوانيس بأحجامها المختلفة وهو الأمر الذي أصبح سريع في مورد الدخل، ويمكن القول أن النساء يستطعن التعلم سريعاً ويتكيفن مع مختلف الظروف فهن ماهرات للغاية ويستطعن سريعاً إحراز التقدم والنجاح وأغلب اللاتي أتين للتعلم قررن المواصلة في كورسات متعددة لتنمية مهاراتهن في مجالات مختلفة لكونهن راغبات في النجاح والتحقق".
وإلى جانب التدريبات الحرفية تقدم المؤسسة الدعم للنساء المعنفات كما تقول إيمان ماهر "يتوافد للمؤسسة العديد من النساء منهن الأرامل والمطلقات وكذلك المعنفات، فعملنا على توفير أدوات التمكين الاقتصادي لهن من خلال التدريب على حرف مختلفة، وفي نفس الوقت نقدم للهن دعماً نفسياً وننفذ عدد من الندوات المعرفية والنفسية لتمكينهن من تجاوز أزماتهن والتعامل مع الواقع بنظرة إيجابية بعد توطيد ثقتهن بقدراتهن وذواتهن، وهناك الكثيرات تبدأ حالهن في فترة وجيزة من الحزن والقلق، للتعافي والإقبال على الحياة وهذا أمر سرعان ما نلمسه من التفاعل والتواجد وحتى في مظهرهن الخارجي، ونتطلع خلال الفترة المقبلة أن يكون هناك منتج يعبر عن النساء اللواتي حصلن على التدريبات ويحمل هويتهن في (براند) خاص بالمؤسسة وروادها".