اعتمدنّ على أنفسهنّ لإقامة اقتصاد خاص بقريتهن

تضع النّساء في قرية المرأة المؤون الشّتوية من منتجات الأرض والحيوانات التي يربينها، ويتعاونّ ويتناوبنّ في تحضير الخبز

شيرين محمد 
قامشلو - ، كل هذا من أجل تحقيق اكتفاء ذاتي لاقتصاد نسوي حر.
يصادف يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والذكرى السنوية لتأسيس قرية المرأة "jinwar"، (أي قرية المرأة باللغة الكردية) التي تأسست في الدرباسية بشمال وشرق سوريا عام 2017، بهدف تأمين مكان آمن للنساء اللواتي تعرضن للعنف وتستقبل القرية النساء من كافة المكونات في المنطقة والدول الأخرى.
ما تجود به الأرض وتعطيه الحيوانات، وجميع المنتجات الطّبيعية يشكل عموداً فقري لاقتصاد النساء القاطنات في قرية المرأة، لتصبح جنوار المشروع النّسوي والتّجربة الفريدة بقعة اقتصادية تحقق الاكتفاء الذّاتي للقرية وللقرى المجاورة لها. 
ساريا جودي (19) عاماً، تقطن في قرية المرأة منذ ما يقارب السنتين، تحدثت لوكالتنا عن قرية المرأة وبينت أنها الداعم الذي تستطيع المرأة من خلاله الاعتماد على نفسها، "تمكنت النساء في القرية من العيش لوحدهن والدفاع عن قريتهن كما استطعن أن يبنين اقتصاد خاص بهن في القرية من خلال بناء مشاريع خاصة". 
وتابعت ساريا جودي "منذ بداية تأسيس القرية عملت النساء على إنشاء مشاريع خاصة، ومن هذه المشاريع الفرن، وتربية الحيوانات والاستفادة من منتجاتها، بالإضافة للمشاريع الخاصة بالأعمال اليدوية والصوف وغيرها". وأضافت "للحصول على الحليب والبيض تربي نساء القرية المواشي والدجاج، كما ويستفدن من صوفها في حياكة الأعمال اليدوية". مضيفةً "في القرية تزرع العديد من المحاصيل إضافةً لأشجار متعددة ومتنوعة منها الرمان، والتين، والزيتون، والمشمش، ومن خلالها يتم تأمين الخضراوات والفواكه". 
وكذلك تضم القرية دكاناً صغيراً للأعمال اليدوية "نصنع الزينة والإكسسوار، ونبيعها للقرى المجاورة ويشتري منها الزوار، لنستفيد من مردودها المادي". مبينةً أنه من خلال المشاريع الخاصة بالقرية تمكنت النساء من تحقيق اكتفائهن الذاتي وتطوير اقتصادهن الخاص، "نعمل في الفرن لتوفير الخبز للقرية والعديد من القرى المجاورة، كما نزرع الخضروات وكل فترة نجمعها ونوزعها على القاطنات في القرية".
وتابعت ساريا جودي حديثها بالقول إن قسم من البيعات يتحول إلى مردود مادي ليضاف لاقتصاد القرية الخاص، وهذا بهدف التغلب على الصعوبات التي تواجههن من جهة تأمين المواد الغذائية، والمستلزمات الأخرى.
وبالنسبة للأراضي الزراعية أشارت إلى أنه في كل عام يتم زراعة الخضروات الصيفية والشتوية بالإضافة إلى الفواكه والأشجار والأزهار لتزين القرية وللاستفادة منها اقتصادياً".  
وقالت عن الفرن "نزرع القمح ونطحنه، ومن ثم نستخدمه في صناعة الخبر بالفرن الخاص بالقرية، كما وقسمنا أيام العمل على النساء ليكون تعاوناً مثمراً". 
وعن التعاون بين النساء في القرية قالت "من منتجات الحيوانات وما تجود عليهنّ الطّبيعة به نجهز مونة الشّتاء معاً، وبعد تجهيزنا لها نخزنها في أماكن خاصة لنكون مستعدين لاستقبال فصل الشتاء". 
نساء قرية "جنوار" أصبحن القدوة لجميع النساء هكذا قالت ساريا جودي "جميع النساء اللواتي دخلن القرية أعجبن بالحياة التشاركية بين نساء القرية وقدرتهن على العيش لوحدهن والاعتماد على أنفسهن". وأضافت "تعمل جميع النساء في القرية معاً لتوفير كافة المستلزمات والخدمات المطلوبة للعيش في القرية".
لم تمتلك ساريا جودي الإرادة القوية من قبل فدائماً ما كان هنالك شعور بالخوف داخلها، ولكن مع رؤيتها لنساء القرية وكيفية تعايشهن معاً تغيرت شخصيتها بشكل كبير كما تقول "عندما نمتلك الإرادة والقوة نستطيع أن نؤمن جميع ما نحتاجه، ونجتاز كل العقبات". 
وأضافت "لاحظت الكثير من التغييرات في شخصيتي من جميع النواحي بعد أن تعرفت على حقيقة المرأة، وعلى حقوقي وأصبحت ذات إرادة حرة وقوية، فنحن اليوم نستطيع العيش دون مواجهة أي صعوبات حياتية".  
وفي الختام وصفت لنا تجربتها في العيش بقرية المرأة "من خلال تجربتي في العيش بقرية المرأة تعلمت الكثير وايقنت بأن للمرأة الحق في كل شيء ويمكنها أن تحقق كل ما تريد وتطالب بحقوقها وتبني حياة خاصة بها، وتدافع عن أرضها وكرامتها".