اتحاد الكادحين مظلة تحمي حقوق الفئة العاملة من السلب والاستغلال
يطمح اتحاد الكادحين عبر توفير فرص عمل للفئة العاملة في المجتمع وتلبية متطلباتهم الأساسية وحماية حقوقهم، لخلق موازنة عادلة بين فئات المجتمع.
يسرى الأحمد
الرقة ـ يسعى اتحاد الكادحين في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، لتقديم الدعم الكافي للفئة العاملة والدفاع عن حقوقهم وحمايتها من التمييز والاستغلال والاعتراف بدورهم في المجتمع.
هُمش دور الفئة العاملة على مر التاريخ وبين أرجاء العالم أجمع ولم يُعترف بدورهم، وحرموا من حقوقهم وتعرضوا لأشكال مختلفة من التمييز والاستغلال من قبل القوى والدول الرأسمالية والتي قسمت المجتمع إلى طبقات، وخلقت فوارق اجتماعية بينها.
يعمل اتحاد الكادحين في مقاطعة الرقة منذ تأسيسه أواخر عام 2019، على استقطاب أكبر عدد من الأيدي العاملة، بهدف دعمها وتوفير فرص عمل لها في كافة المجالات على رأسها الزراعية والخدمية، لبناء مجتمع تسوده العدالة والمساواة.
وفي ظل نظام الإدارة الذاتية حدثت قفزة تاريخية في واقعهم، حيت أولى أهمية ودعم لفئة العمال بشكل كبير، باعتبارها النواة الأساسية في بناء المجتمع وتطويره، ويعتبر العمال من أكثر الفئات المجتمعية أخلاقية ومهنية فهم يناضلون ويعملون ويكدحون دون ملل أو كلل في سبيل خدمة مجتمعهم.
وحول الهدف من تأسيس اتحاد الكادحين قالت الرئيسة المشتركة لاتحاد الكادحين في مقاطعة الرقة نشوة الحسن "لتشجيع ودعم وتقوية الفئة العاملة في المجتمع، وعلى وجه الخصوص المرأة، والدفاع عن حقوقهم ومساواتهم بباقي الفئات دون نقصان".
أما أهمية تأسيس الاتحاد بالنسبة للفئة العاملة أوضحت أنه "يعتبر الاتحاد بمثابة مظلة لها، والذي من شأنه العمل على تأمين فرص عمل لهم والدفاع عن حقوقهم وحمايتها من كافة أشكال التمييز والاستغلال في العمل"، مضيفةً "تعتبر الفئة العاملة من أهم فئات المجتمع التي تجاهد بكامل إرادتها لتقدم المجتمع وتطوره في جميع النواحي، ولعبت عبر التاريخ دوراً بارزاً ومهم في تنمية وبناء المجتمعات وازدهارها".
وحول الهدف من إعطاء محاضرات توعوية للفئة العاملة النسوية بينت أنه "وفق جدول أعمال مخصص، نقوم بعدة زيارات بين الحين والأخر إلى الأرياف والقرى نقصد بها المرأة العاملة، لإعطاء محاضرات توعوية تهدف بالدرجة الأولى إلى تعريفها بعمل الاتحاد وأهدافه، وبأهمية دورها في بناء المجتمع وتقدمه، وكيفية حماية حقوقها من الانتهاك والاستغلال، إضافة إلى دروس توعوية تتعلق بتسليط الضوء على التداعيات السلبية لزواج القصر ومخاطره".
وحول مساهمة اتحاد الكادحين في دعم ومساندة المرأة العاملة قالت نشوة الحسن "نقوم بالاستماع إلى الصعوبات التي تواجههن أثناء عملهن من مشاكل وضغوطات مجتمعية والتي تكون غالباً بحكم العادات والتقاليد التي ترفض على الدوام عمل المرأة خارج المنزل ومع الرجال، كما نقوم بتأمين احتياجاتهن أثناء عملهن منها تقديم وجبة طعام وألبسة وقائية إلى جانب رفع أجور عملهن".
وقارنت بين ماضي وحاضر واقع الفئة العاملة "تعرضت على مر العصور لأشكال عديدة من الاستبداد والقمع والعبودية والظلم والاستغلال سواء بساعات العمل الكثيرة أو الأجور المتدنية التي فرضتها الأنظمة الرأسمالية الحاكمة، إلى جانب حرمان العاملين/ات من الكثير من حقوقهم، فكان دورهم مهمش وغير معترف به، أما اليوم في ظل تطبيق نظام الإدارة الذاتية التي تولي اهتمام كبير للعمال وخاصةً العاملات، الوضع مختلف تماماً فكافة مؤسساتها تشجع انخراطهن في كافة المجالات السياسية والعسكرية والمدنية، إضافة إلى انبثاق العقد الاجتماعي الذي نص على حماية حقوق العمال/ات"
ولفتت إلى دور القائد عبد الله أوجلان في دعم الفئة العاملة التي شغلت حيزاً لا بأس به من فكره، حيث طالب بالمساواة بين جميع الفئات في المجتمع دون تمييز "القائد عبد الله أوجلان نادى من خلال فكر وفلسفته لبناء مجتمع تسوده العدالة والمساواة بين كافة الطوائف والطبقات المجتمعية، ونادى بحرية المرأة العاملة التي ربطها بحرية المجتمع، ودعا إلى القضاء على الأنظمة السلطوية الحاكمة والتي كانت سبباً في ولدة ما يعرف بالطبقات الاجتماعية".
وحول ما يقدمه الاتحاد من خدمات العاملات تحديداً قالت "أسسنا صندوق التعاون العمالي، حيث يقدم لمن يمتلك هوية الاشتراك به، تخفيض خمسة عشر بالمئة من قيمة العلاج والأدوية، إضافة إلى اربعين بالمئة من إجراءات العمليات الناجمة عن إصابات العمل".
وحول الخطط المستقبلية للاتحاد قالت نشوة الحسن "نعمل على تأسيس اتحاد خاص بالكادحات، بهدف توسيع قاعدة الاتحاد عبر استقطاب أكبر عدد من الأيدي العاملة، ليكون لدى العاملات الحافز لتقدم أفضل ما لديهن من طاقة فيما يخدم أنفسهن ومجتمعهن، وبالتالي تساهمن بدورهن في رفع سوق الإنتاج المحلي في المنطقة".
وشددت في نهاية حديثها على أنه "يجب على كل امرأة عاملة أن تكون واثقة بنفسها وبدورها، وأن تنخرط تحت ظل الاتحاد الكادحين الذي يسعى جاهداً على الاعتراف بدورها، والدفاع عن كافة حقوقها والمساواة مع جميع الفئات في المجتمع، ويجب أن تناضل لرفض كافة أشكال الاستغلال والتمييز بحقها".