استفدنَّ من مواهبهنَّ وافتتحنَّ مشاريعهنَّ الخاصة
نساء تحدينَّ كل المعوقات التي واجهتهنَّ وأثبتنَّ أن النجاح لا يرتبط بالوظيفة الحكومية، أو المهن التقليدية بل استفدنَّ من المواهب والهوايات التي يمتلكنها؛ لتحويل منازلهنَّ لساحات عمل، فالمرأة المصرية منتجة لا تعترف بالبطالة بل تبحث عن ذاتها في أي مكان.
نيرمين طارق
القاهرة ـ
الحرمان من التأمين الاجتماعي
تقول نرمين عبادة (45) عاماً وهي مصممة إكسسوار "بعد الزواج أصبحت أم لتوءم ورعاية طفلين تطلبت مجهود كبير مني، ولذلك كان من الصعب عليَ النزول للعمل خاصة أني أدركت بعد تخرجي من كلية السياحة والفنادق أن مواعيد العمل في السياحة لا تناسب الأمهات، كذلك لم أتقبل أن يقتصر دوري في الحياة على تربية الأطفال فبدأت بتصميم الإكسسوار"، وتضيف "لاقت المنتجات إقبالاً كبيراً لأنها مشغولة يدوياً على عكس المنتجات المستوردة".
لم يكن العمل من المنزل هيناً كما كانت تعتقد نرمين عبادة فالعديد من المشاكل واجهتها "هناك عدة مشاكل تواجهني وأهمها أن أصحاب المحلات لا يكتبون اسم المصمم على المنتج، وهو ما يعد ضياعاً للمجهود، بالإضافة لارتفاع أسعار الأحجار نتيجة لارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري"، وتضيف "أهم مشكلة تواجه العاملات من المنزل هي عدم وجود حق لهنَّ في استخراج بطاقة ضريبية؛ لإن مشاريع البيت تعتبرها الدولة متناهية الصغر، ولابد من وجود مكان عمل حتى يسمح لنا بالتأمين الاجتماعي".
النظرة الدونية للعمل من المنزل
تقول نجلاء خالد (34) عاماً "فكرة العمل من المنزل خطرت لي عندما ذهبت لقضاء إجازة مع زوجي في السعودية، وحينها صنعت الطعام المصري للمغتربين، وعندما عدت لمصر قررت أن أكرر التجربة، خاصة أن الأطعمة نالت إعجاب الناس هنا، ولإن لدي رغبة في العمل"، وتضيف "ولكن لدي 3 أطفال في سن متقارب، ولا يوجد من يساعدني في تربيتهم، كذلك تواجهني مشكلة أخرى وهي النظرة الدونية للمرأة التي تعمل من المنزل فالجميع يعتقد إنها تعمل من أجل المال فقط لإنها تعاني من ظروف مادية صعبة وإن كانت تعمل من أجل المال فالعمل لا يعيب أي إنسان".
أما زينات محمد (50) عاماً فتقول إنها بدأت العمل من المنزل قبل 20 عاماً "ما زلت حتى هذه اللحظة أعمل في تطريز فساتين الزفاف والسهرة، العمل بالنسبة لي هو حياة ولا أشعر بالطاقة إلا عند العمل"، وتضيف "لقد جربت أكثر من مرة العمل لصالح أصحاب المحلات ولكن لم اتقاضى ما استحق وتم استغلال مجهودي، أواجه الآن مشكلة ارتفاع أسعار الأقمشة بالإضافة لصعوبة التسويق لإن العرض في المعارض يتطلب دفع مبالغ كبيرة".
وتقول مروة جمال (35) عاماً "الطبخ هوايتي المفضلة وفكرة العمل من المنزل جائت عندما كنت أعرض الطعام الذي أعده لعائلتي على صفحتي في فيسبوك، وصور الطعام كانت تعجب عدد كبير من المشتركين في الصفحة لذلك قررت البدء في إعداد الطعام وبيعه من المنزل"، وتضيف "يقوم زوجي الذي دعمني منذ البداية بتوصيل الطلبيات، وتحسنت حالتي المعنوية عندما أصبح عندي دخل خاص بي، بالإضافة إلى أن عملي لم يؤثر بالسلب على تربيتي لبناتي"، لكن عملها لا يخلو من المشاكل كما تقول، فالعميل والحديث لها يعتقد أن من تقوم بالعمل من المنزل لابد أن تقبل بأي سعر رغم ارتفاع أسعار الطعام.
الهروب من الروتين
تقول نهى عبد الجليل "بعد التخرج عملت لفترة في إحدى المدارس، ولكن العمل كان قاتل لموهبتي، كان مجرد عمل روتيني يتكرر كل يوم، ولذلك ذهبت لتعلم الخياطة وبالصدفة أثناء درس الخياطة عرفت أن هناك مفارش تصنع من الخرز، فبدأت بتعلم تصميم المفارش من خرز الكريستال، وطورت الفكرة وبدأت باستخدام الخرز في تصميم الديكورات". أما عن المشكلة التي تواجهها فتقول "تقليد بعض المصممين لما اصنعه بعد عرضي للصور على الفيسبوك، يؤثر على عملي، لكن بالمقابل لا يمكننني الاستغناء عن هذا التطبيق لإن صعوبة التسويق هي واحدة من المشاكل التي تواجهني".
تقول الدكتورة بسمة سليم خبيرة التنمية البشرية عن الخطوات التي لابد أن تتبعها النساء للبدأ في مشاريع ناجحة من المنزل "على المرأة التي تبحث عن عمل من المنزل أن تبحث عن الموهبة التي تملكها لتطويرها وتحسن استخدامها"، وتضيف "تنمية الموهبة قد تتطلب أحياناً بعض الدورات التدريبية لتعلم فن الإدارة؛ لأن هناك خطأ تقع فيه بعض النساء وهو البدء بالمشاريع لتقليد المشاريع التي نجحت في محيط الأصدقاء أو الأسرة".
وتؤكد بسمة سليم على أن "العمل داخل المنزل يتطلب تنظيم الوقت، كما يجب عدم التخاذل أو الاعتماد على الاسم في حال نجاح المشروع؛ لإن كثير من المشاريع التي نجحت تعرضت لخسارة مادية، بسبب سوء المستوى"، وتضيف "في الوقت الحالي بدأت تتغير فكرة الناس للمرأة التي تعمل من المنزل بسبب التغييرات الثقافية، فبعد ظهور أكثر من امرأة من عائلات غنية ولكنها نجحت في مشاريعها المنزلية أدرك الناس أن العمل من المنزل لا يكون فقط بناء على الاحتياج المادي، بل بناء على الرغبة في الاستفادة من أوقات الفراغ والاستقلال المادي".