إسراء موسى تدعو إلى ضرورة العمل على تمكين المرأة اقتصادياً
رغم الجهود المبذولة من قبل المؤسسات والحقوق المكفولة للمرأة إلا أنها لازالت تُحرم من حقوقها الاقتصادية.
نغم كراجة
غزة ـ أكدت إسراء موسى على أن فرص العمل والتعليم للمرأة أقل من الرجل، وهذا طابع مجتمعاتنا الرجعية، فبالرغم من الجهد المبذول في سبيل تمكين وتقوية المرأة إلا أننا لا زلنا في مراحل أولية.
بحسب البيانات الصادرة عن جهاز الإحصاء المركزي لعام 2020 ـ 2021، فإن نسبة البطالة لدى النساء والفتيات وصلت إلى ما يقارب 40%، أي أن أربع نساء من بين عشرة تعانين من البطالة، بينما تصل البطالة لدى الرجال إلى 22%، أي اثنان من بين عشرة ذكور يعانون من البطالة.
وقالت مديرة المشاريع في حاضنة الأعمال والتكنولوجيا إسراء موسى "لا شك أن الواقع الاقتصادي يعاني منه كل أفراد المجتمع سواء من حصار، وتضييق على جميع العمليات الاقتصادية، وسوء الأوضاع المادية في القطاع الحكومي والخاص، فبالتالي ستتأثر المرأة الفلسطينية بشكل خاص على كافة الأصعدة، بالإضافة إلى قلة فرص التعليم والعمل".
وأضافت "الفرص الاقتصادية للنساء أقل حظاً بالنسبة للرجال نتيجة نظرة المجتمع لعمل المرأة، وأن الأولوية دائماً للرجل بالإضافة إلى المساحة المتروكة للأهل، والتي أيضاً تعطيها المؤسسات أن تدرج الفتيات ويصبح لديها تمثيل على مستوى عالي في صناعة القرار، وهذه العوامل تؤثر كثيراً على القدرة الاقتصادية والاستقلال المادي للنساء".
وبخصوص حقوق المرأة الاقتصادية التي تتمثل بالذمة المالية والتملك فتقول "رغم أن هذا الحق مكفول لها في كل الأديان، إلا أن المرأة تحرم من حقوقها وتملكها مثل الاستيلاء على الراتب أو مقاسمتها، أو عدم امتلاكها أي عقار بسبب الفهم الخاطئ وتبني بعض العادات والتقاليد، وأرى أن جميع المؤسسات يحب أن تلعب دور في رفع الوعي بأهمية وجود الذمة المالية للنساء؛ لتعيل نفسها وتكون فرد ذو قيمة في المجتمع".
أما بالنسبة لدور المؤسسات المحلية والدولية، والقطاعات الحكومية والخاصة، والتي تعمل في مجال المرأة نحو تحفيزها اقتصادياً، أوضحت أن "الدور الأساسي يكمن في رفع وعي المجتمع حول ضرورة تمثيل المرأة في جميع جوانب الحياة في البلدان العربية عامةً وقطاع غزة خاصةً، فلا يمكن أن تتغير النظرة النمطية تجاهها دون تغيير تفكير أفراد المجتمع".
وأشارت إلى أن دور المؤسسات التي تعمل على دعم وتمكين المرأة يكمن في تجهيز وتصميم برامج خاصة لتدريبهن وتمكينهن وتطوير مهاراتهن، وتوفير فرص عمل لهن من خلال ربطهن بفرص داخلية أو خارجية، وهذا يساعد على تقوية الشخصية والمستقبل المهني لديهن، بالإضافة إلى ضرورة وجود ضخ مالي وإعلامي من ناحية مؤسساتية؛ لبناء نساء قياديات قادرات على صنع القرار وتولي المهام.
وأضافت "هدفنا الأساسي في حاضنة الأعمال والتكنولوجيا هو مساعدة الشباب/ات، والخريجين/ات في الحصول على فرص عمل والمساهمة في التقليل من نسبة البطالة العالية، تقريباً نفذنا أكثر من خمسة عشر مشروع مختلف ما بين احتضان للأفكار الريادية وما بين مشاريع متخصصة في تدريب وتأهيل الخريجين/ات، والحصول على فرص عمل عبر منصات العمل عن بعد، ونهدف من خلال مشاريعنا تمكين كلا الجنسين اقتصادياً بواسطة التمكن من مهارة عملية جديدة؛ لفتح مصدر دخل".
وقالت إن الحاضنة تحاول أن تكون محور بناء في المجتمع الفلسطيني تحديداً في الجانب الاقتصادي عن طريق بناء واستثمار الفرد "في الحقيقة لدينا مشاريع تكون نسبة مشاركة النساء أعلى من الرجال دون أي تدخل من قبلنا، والتي تتجاوز نسبة 50%".
وأشارت إسراء موسى إلى أن أكثر من 40% من المشاريع الريادية التي يتم احتضانها في حاضنة الأعمال والتكنولوجيا تكن مؤسسيها الفتيات، وهذا يدل أن الوعي متواجد لدى الجيل الجديد من الفتيات والطالبات بأهمية استقلالها المادي ودخلها الخاص، وإيمانها بفكرتها ومشروعها الريادي دون الانتظار على أبواب الوظيفة التقليدية".
وفي ختام حديثها وجهت رسالة طالبت فيها بتوفير البيئة الداعمة والمهارات الأساسية للشباب/ات، للوصول إلى الهدف المطلوب، لذلك من المهم أن يكون هناك وعي من قبل المؤسسات التي تنفذ المشاريع بأهمية إشراك الجنسين في هذه العجلة الاقتصادية.