ارتفاع درجات الحرارة يؤثر سلباً على جودة شرانق دودة القز

إن العمل في تربية دودة القز مهنة شائعة في بلدة باسور التابعة لأمد بشمال كردستان، وقد بدأت النساء اللواتي تكسب قوتهن من العمل في تربية دودة القز في جمع الشرانق التي اعتنوا بها لمدة ٤٠ يوما متواصلاً.

آمد ـ تنتشر مهنة تربية دودة القز في منطقة باسور "قولب" في آمد بشمال كردستان، بشكل كبير، حيث يتم جمع 60 طناً من الشرانق سنوياً، لذا تحتل هذه المنطقة المرتبة الأولى في إنتاج الحرير في البلاد.

يعد صنع الحرير من شرانق دودة القز وتعتبر مصدر رزق أهالي منطقة باسور، حيث يلبي 10% من احتياجات تركيا، وقد أوضحت النساء اللواتي تعملن على جمع الشرانق أن الإنتاج هذا العام أفضل مقارنة بالعام الماضي.

يتم تربية دودة القز لمدة 40 يوماً بدءً من تغذيتها إلى جمعها، وبعد بذل النساء جهوداً في تنشئة اليرقات وصولاً لمرحلة غزل الشرانق، يتم جمعها وبيعها، وتتغذى ديدان القز على أوراق أشجار التوت التي يتم جمعها كما ويتم تغطيتها أيضا بالأوراق من أجل حمايتها، ومع تعديل درجة الحرارة تتطور دودة القز وتصبح غير مرئية، من خلال نسجها الجزء الخارجي من الشرنقة أولاً ومن ثم حول كامل جسمها، وتستغرق الشرانق التي تتكون على مراحل شهراً كاملاً من أجل اكتمالها، وفي بداية شهر حزيران/يونيو يبدأ منتجو الشرانق الذين يعيشون في المنطقة في بيع المحصول الذي يجنونه.

عملت أفين أوزكن على تغذية وتربية ديدان القز في غرفتها الخاصة لأنها لم تكن تملك مكان آخر لتخصيصه لتربيتها، وبهذا الشكل كانت تكسب قوت يومها من عملها في هذه المهنة لسنوات، مشيرةً إلى أنها تصرف على نفسها وأطفالها بواسطة المال الذي تكسبه بعد بيعها الشرانق التي تجمعها وتفرزها بنفسها "يستغرق هذا العمل بالمجمل 40 يوماً، وبعد انتهاء المدة نقوم بجمعها، إن هذه المهنة لها جوانبها الصعبة والجميلة أيضاً، أنا أحب تربية ديدان القز حتى أنني أطعمهم بيدي، في الوقت الحالي جميعهم في مرحلة الجمع وبعد هذه المرحلة سنقوم ببيع الشرانق، حيث يتم الحصول على الحرير بعد القيام بغلي تلك الشرانق".

 

"الجفاف يؤثر سلباً على الشرانق"

وأشارت إلى أن أهم العوامل في تنشئة الشرانق هي درجة الحرارة وأوراق التوت، لافتةً إلى أنه وبسبب الجفاف المتزايد في العامين الماضيين لم تتشكل الشرانق كما يجب، حيث واجهوا صعوبات في العثور على الكميات اللازمة من أوراق التوت.

وأضافت "في العام الماضي وعلى الرغم من أننا قمنا بوضع اليرقات واعتنينا بها وغذيناها جيداً، إلا أن الشرانق لم تتطور واجبرنا في نهاية الأمر على التخلص منها جميعاً، لأنه ومع ارتفاع درجة الحرارة، تقل أشجار التوت أيضاً، ونتيجة لذلك يقل طعام الشرانق كذلك، بغض النظر عن هذا فإن درجة الحرارة في المحيط الذي تعيش فيه الشرانق مهمة للغاية، حيث ستموت الشرانق إذا انخفضت درجات الحرارة إلى أقل من 30 درجة مئوية، ولهذا السبب نتعرض للكثير من الخسائر والضرر في كل مرة ترتفع فيها درجة الحرارة، إن إنتاج الشرانق في هذا العام في حالة أفضل مقارنة بما مررنا به في العام الماضي، ولكننا لا نعلم كيف سيكون الوضع في العام المقبل".

 

"أتمنى ألا يذهب تعبي سدى"

ونوهت إلى أن هذه المهنة التي يتم اعتبارها باب للرزق في المنطقة تعمل بها كافة نساء المنطقة تقريباً "إن السكان هنا لا يملكون أي عمل آخر للقيام به، فهم يعملون بتربية الماشية أو بتربية دودة القز، وبخلاف هذا لا يوجد أمامهم أي فرصة عمل أخرى، أنا أعمل بهذه المهنة منذ سنوات، وأتمكن من خلال المال الذي أكسبه من تأمين مصروفي ومصروف أطفالي كذلك، أمنيتي الوحيدة خلال فترة عملي هذه هي أن أتمكن من بيع إنتاج الشرانق دون أن يذهب تعبي سدى".