الزراعة وسيلة نساء كوباني لتحقيق اكتفاءهن الذاتي
زراعة البساتين بالخضراوات الصيفية في قرى مقاطعة كوباني من أساسيات الحياة، حيث تشرف النساء على هذا العمل لتحقيق الاكتفاء الذاتي
نورشان عبدي
كوباني ـ بدأت النساء في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا بزراعة البساتين الصيفية لتأمين احتياجاتهن من الخضراوات في فصل الصيف، هادفات من خلال ذلك إلى تحقيق اكتفائهن الذاتي.
يعتمد العديد من أهالي كوباني على زراعة البساتين لبيعها، والبعض الآخر يقوم بزراعة البساتين لتأمين احتياجات منازلهم من الخضراوات والمونة الشتوية.
وبحسب إحصائيات مديرية الزراعة في مقاطعة كوباني فإن مئات الهكتارات من الأراضي تزرع بالمحاصيل الصيفة حيث يزرع منها ما يزيد عن 200 ـ 400 هكتار بالخضراوات الصيفية، موزعة على قرى المدينة.
بعد زراعة الشتلات في البيوت البلاستكية يقوم المزارعون/ت بحراثة أراضيهم ليتم بعدها زراعة تلك الشتلات التي تم تجهيزها قبل شهر تقريباً بزراعتها في مطلع شهر نيسان/أبريل، والتي تشمل جميع أنواع الخضراوات وبعض أنواع الفواكه كالبطيخ الأحمر والأصفر، إضافةً إلى زراعة الملوخية والفاصولياء.
خزنة عيسى 60 عاماً من قرية دونغز جنوبي مقاطعة كوباني تقول "يعتمد غالبية أهالي القرى في كوباني على الزراعة فتربة كوباني تتميز بكونها خصبة وصالحة للزراعة وهذا ما يساعد الأهالي على زراعة أنواع مختلفة من المزروعات والبساتين والمحاصيل المتنوعة، وإضافة إلى ذلك تشتهر كوباني بزراعة أشجار الفستق والزيتون وغيرها من الأنواع".
وبينت أن "المرأة هي أكثر من يهتم بالزراعة والأرض لأن النساء هن اللواتي تستطعن تحمل عبء وتعب العمل بالأرضي أكثر من الرجل لأن للمرأة ارتباط خاص بالأرض، فأنا أقضي معظم أوقاتي بين الأرض والبستان وأقوم بزراعة الشتل وأنواع مختلة من الأزهار"، موضحةً أن "الأرض تحتاج لاهتمام خاص لكي تعطي المرء أفضل النتائج".
وحول كيفية الاهتمام بالبستان تقول خزنة عيسى "بعد زراعة الشتل أو البذور يجب تنظيف البستان بشكل يومي من الأعشاب الزائدة، لكي تنمو الشتلة بشكل جيد وأيضاً يحتاج السقي"، مشيرةً إلى أن "هنالك طريقتين للري الأولى بالتنقيط والثانية عبر الآبار ولكننا نواجه بعض المشاكل في السقي بسبب قطع الاحتلال التركي لمياه نهر الفرات الذي شكل أزمة إنسانية في مناطقنا فتركيا تحاربنا من خلال قطع المياه".
وأضافت "لهذه البساتين الصغيرة التي نزرعها فضل كبير على العوائل في كوباني فيأكل منها الأهالي خلال فصل الصيف وأيضاً نقوم بتحضير مونتنا، وقبل الانتهاء من الموسم أحتفظ ببعض الشتل في أكياس صغيرة وأزرعها من أجل العالم التالي، وأيضاً بالنسبة للبذر أجفف بعضاً منها لزراعته".
وبالنسبة للمواد التي يجب أضافتها للبساتين تقول خزنة عيسى "بعد زراعة الشتل يتم حرث الأرض حول كل نبتة، ويضاف السماد لتقوية البستان، إضافةً لرش المبيدات الحشرية". مؤكدةً أن كل بستان يعطي النتاج بعد ما يقارب الشهرين.
ومن جانبها قالت أمينة علي 54 عاماً من قرية بنو جنوبي مقاطعة كوباني "في كل عام وبهذا التوقيت بالتحديد نقوم بزراعة البساتين الصيفية حيث نعتمد عليها كقوت يومي لإعالة أسرنا في ظل الظروف المعيشية الصعبة وأيضاً بزراعة هذه البساتين نتمكن من تدبير أوضاعنا في هذا الصيف وتأمين احتياجات منزلنا من خضروات ومونة شتوية"، موضحةً أنه "منذ ما يقارب العشر أيام بدأت بزراعة البستان بالبندورة والباذنجان، والفليفلة، والكوسا، والخيار ولكن قبل ذلك حرثنا الأرض على شكل خطوط"، مشيرةً إلى أن البعض يزرع الشتل الموجود من العام الماضي والبعض الآخر يزرع البذور.
وحول الصعوبات التي تواجه النساء خلال زراعة البساتين تقول أمينة علي "العمل في الزراعة متعب وخاصة البساتين فهي تحتاج اهتمام خاص، لذلك لا يخلو الأمر من الصعوبات، وكان لقلة الأمطار أيضاً تأثير على الزراعة وانخفاض منسوب المياه بسبب انقطاعها من قبل تركيا، وهو ما يشكل مشكلة في تكملة زراعة البستان كوننا نعتمد في الري على الآبار، فكل بستان يحتاج للسقي كل يومين".