الزراعة والأعمال اليدوية وسيلة مهجرات عفرين لتحقيق اكتفاءهن الذاتي
سوء أحوال معظم مهجرات عفرين المقيمات في مخيمات الشهباء بشمال وشرق سوريا، دفعتهنَّ للعمل في الأراضي الزراعية والأعمال اليدوية التي باتت مهنة ومصدر رزق لهن.
فيدان عبد الله
الشهباء ـ تعمل نساء عفرين المهجرات قسراً إلى مقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا بمهن وأعمال متنوعة ضمن خيمهن وخارجها لإعالة أسرهن واستمرار مقاومتهن بوجه سياسة الإبادة التي يتبعها الاحتلال التركي وقمع حكومة دمشق.
تقول جنة شيخو البالغة من العمر 85 عاماً وتقطن في مخيم برخدان، أنها تعلمت الخياطة والأعمال اليدوية من والدتها وهي صغيرة في العمر "من خلال تجربة تفصيل وخياطة الملابس القديمة وتحويلها إلى قطع جديدة بالعمل في هذه المهنة، ومع مرور الوقت وبذل الجهد تمكنت من تطوير نفسي فيها والإبداع أيضاً".
وأوضحت أنه حتى بعد زواجها استمرت بممارسة مهنتها وخياطة الملابس بأنواعها، مشيرةً إلى أنها تقدم الموديلات والرسومات والأشكال للزبائن لتخترن ما يحلو لهن، لافتةً إلى أنها تركت المهنة بعد أن كبر أولادها لسنوات طويلة وهي على أرض عفرين.
وإثر نزوحهم قسراً إلى مقاطعة الشهباء والعيش في المخيمات والظروف الاقتصادية الصعبة، عادت مرة أخرى لإحياء المهنة بين يديها "وصولنا إلى مقاطعة الشهباء ونحن تاركين جميع ممتلكاتنا وأملاكنا لم يكن سهلاً، لقد كان النزوح في غاية الصعوبة، ولكن علينا أن نستمر في عيش حياتنا فأطفالنا بحاجة لنا، لذا بدأت بالعمل في مهنة الخياطة من جديد".
ولفتت إلى أنها استطاعت تأمين ماكينة خياطة يدوية ومن خلالها عملت على تصليح الملابس وخياطة قطع من الملابس ذات تصاميم بسيطة إلى أن باتت تعرف لدى جميع أهالي المخيم وخارجه والكثيرون يقصدونها لعملها المتقن والمحترف وإلى حدٍ ما تستطيع بذلك إدارة عائلتها مادياً والترويح عن نفسها من النزوح وتأثيراته نفسياً.
من جانبها تقول فاطمة بكر البالغة 45 عاماً، أن هجمات الاحتلال التركي على عفرين أجبر الأهالي على النزوح ليضطروا للعيش في المخيمات وسط صعوبتها وفقدان أدنى مقومات الحياة في مقاطعة الشهباء إثر الحصار المفروض من قبل حكومة دمشق.
ولفتت إلى أنها تعمل منذ 4 سنوات بين الأراضي الزراعية في مقاطعة الشهباء "في عفرين كنا نملك أراضي يعمل بينها العمال إلا أنه وبسبب النزوح وما حمله لنا اضطررنا للعمل اليوم بين الأراضي الزراعية مقابل أجر لإدارة شؤون عائلتي وتقديم الدعم المادي لهم في ظل الظروف الصعبة والغلاء".
وأوضحت فاطمة بكر أنها في حياتها اليومية والعمل تواجه الكثير من الصعوبات، مشيرةً إلى أنهم يعملون في اليوم 7 ساعات بجني وزراعة المحاصيل من بطاطا، كمون، كزبرة وغيرها، ويتلقون عن ذلك أجور زهيدة في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة والغلاء، لافتةً إلى أنهن تعملن باستمرار لتؤمن اكتفائهن الذاتي، مؤكدةً على أن مقاومتهن مستمرة حتى تعدن إلى عفرين.
فيدان محمد البالغة من العمر 70 عاماً، تعاني الكثير من المشاكل الصحية ولا تستطيع السير ولا يصلح لوضعها الصحي التعب إلا أن هذا لم يكن بنداً أمام عملها واعتمادها على ذاتها لتأمين قوت عائلتها، حيث اختارت العمل بالأشغال اليدوية كالتطريز وتزيين أطراف الشال بالخرز الملون وغيرها.
وأوضحت أنهم في عفرين كانوا يصنعون العديد من أدوات الزينة لأنفسهم، إلا أن النزوح القسري والعيش في المخيمات فرض عليهم العمل في هذا المجال بصنعها وبيعها "لم أتوقع أن أعمل في هذا المجال يوماً لبيعه إلا أن ما نعيشه وما نواجهه من صعوبات وعوائق يومية أجبرنا على هذا"، مؤكدةً على استمرارهم بالمقاومة وتحرير عفرين من الاحتلال التركي.