التمكين الاقتصادي للمرأة يجعلها قادرة على رفض الانتهاكات التي تتعرض لها

أكدت المحامية هند اسماعيل أن التمكين الاقتصادي يعد أحد أهم الأدوات التي يمكنها علاج الكثير من مواطن الخلل لدى النساء، حيث يجعلهن قادرات على رفض أي انتهاك يتعرضن له، بالإضافة إلى الاستقلالية والاستقرار والتحرر من سيطرة وهيمنة الآخرين.

أسماء فتحي

القاهرة ـ تعمل العديد من المؤسسات في مصر على تمكين النساء اقتصادياً ليستطعن التخلص مما تتعرضن له من ضغوط وانتهاكات مجتمعية قد يقبلن بها نظراً لحاجتهم المادية المتعلقة بالإنفاق على النفس أو الأطفال.

للتعرف على واقع النساء في محافظة الإسكندرية لمسنا عدد من المحاور الرئيسية وفي مقدمتها ارتفاع معدل وعي النساء بأهمية توفير مصدر دخل مستقل لهن، ففكرت الكثيرات منهن في عمل موائمة بين الدور النمطي المفروض عليهن من محيطهن وتحقيق الاستقلالية المالية.

وهناك حالة مختلفة في محافظة الاسكندرية تتمثل في رغبة اغلب النساء في نقل الخبرة لغيرهن في مجال ريادة الأعمال ومتطلبات سوق العمل، وهو الأمر الذي أثر في عدد المستفيدات من تلك الخبرات وأيضا تحقيق التغيير الحقيقي والتمكين الفعلي لقطاع كبير خاصةً بين الفتيات في المرحلة العمرية الواقعة بين العشرين عاماً والثلاثين.

 

تمكين النساء في محافظة الإسكندرية واقع ملموس

قالت المحامية ومصممة الأزياء، هند اسماعيل إن "التمكين الاقتصادي موجود وملموس وهناك شريحة عمرية تقع بين سن الـ 20 ـ 30 عاماً، أدركن أهمية الوقوف على مصدر دخل ثابت من أجل مستقبل أفضل لهن ولذويهم".

وأشارت إلى أن التمكين الاقتصادي يضمن حقوق النساء ويحررهن من سطوة الآخرين ويكسبهن القدرة على اتخاذ القرار وعدم القبول بالعنف المادي والمعنوي، مضيفة ً أنها تشارك أخريات في تدريب النساء وسبق وتدربت على تصميم ملابسها الخاصة لذلك تسعى لنقل خبراتها للنساء المحيطات بها.

 

وسائل امتلاك المهارات التي تمكن النساء اقتصادياً متنوعة

وكشفت هند إسماعيل أن مجال التعلم مفتوح وهناك دعم من النساء للنساء من أجل المساعدة في امتلاك المهارات التي تمكنهن اقتصادياً وتؤمن لهن دخول مستمرة من خلال المشاريع القصيرة والطويلة الأمد.

ولفتت إلى أن الانترنت واحد من الأدوات المجانية التي تساهم في تغيير حياة النساء وأنه سبق لها ونمت الكثير من مهاراتها بواسطة الانترنت، منوهة ًإلى أنه يحتوي على الكثير من الكورسات والبرامج التعليمية، فضلاً عن العمل المقدم من الجمعيات.

وأوضحت أن مسألة تصميم الملابس يجعل لكل سيدة هويتها الخاصة بالإضافة إلى تصميم ما يليق بها واستخدام المفضل لديها من خامات وهو أمر أصبح ضرورة لذلك تعمل على نقل خبرتها ورحلة تعلمها لزميلاتها والمحيطات بها.

 

أفكار مغلوطة تخيف الذكور من تمكين النساء اقتصاديا

انتشرت مجموعة من الأفكار المغلوطة حول تحول النساء وتأثر حياتهن الخاصة سلباً كلما تمكن اقتصادياً وهو أمر مغاير للواقع بل ومضلل، وعادة ما يستخدمه الذكور ويروجون له لاستمرار هيمنهم على النساء.

ولفتت هند اسماعيل إلى أن الذكور يسعون لمنع التمكين الاقتصادي للنساء بدعاوى متعددة ومنها الرعاية والحماية وغيرها من الجمل الغير حقيقية فقط من أجل استمرار سلطتهم عليهن.

وأضافت إلى أن عدد كبير من الأسر يتفاوت معدل دعمهن لاستقلالية النساء المالية وتمكينهن، لذلك هناك ضرورة لتكثيف الجانب التوعوي الهادف لتغيير الصورة التي سيطرت على ذهن البعض بكون النساء حينما يمتلكن مصادر دخلهن سينفرن من الأسرة ويهدمونها لأن ذلك غير صحيح على الإطلاق، وهذا التأثير لا يحدث إلا إن كانت المرأة مجبرة على حياة لا ترغب بها بسبب احتياجها لمن ينفق عليها.

 

من واقع تجربتها هكذا يتحقق حلم التمكين

وتقول هند اسماعيل عن واقع تجربتها في تحقيق حلمها جعلت من موهبة الرسم لديها محوراً لتنطلق منه نحو تطوير تلك المهارة لدخول عالم تصميم الأزياء، واستطاعت بذلك توفير كامل احتياجاتها من الملابس "كنت أعانى من كوني لا أجد الملابس التي تناسبني، أو الخامات التي تستهويني حتى تمكنت من فعل ذلك بنفسي، ولاقى الأمر اعجاب لكثيرين حولي، وأسعى الآن نحو تحقيق البراند "العلامة التجارية" الخاص بي".

 

المعوقات التي تحول دون تمكين النساء اقتصاديا والحلول الممكنة

وعن المعوقات التي واجهت النساء لتحول دون تمكينهن اقتصادياً تقول هند اسماعيل أن "عدد كبير من الذكور في محافظة الإسكندرية لا يمتلكوا القدر الكافي من الوعي لترك النساء تعملن بحرية ويحققن أحلامهن في التمكين الاقتصادي، ولكون المحافظة صغير الحجم يمكن تغيير ذلك الواقع وتقليل سلبياته"، لافتةً إلى أن بعض الرجال يوفرون كل الأدوات للنساء لتعملن في المنزل خوفاً من الاحتكاك بالآخرين، ولضمان التواجد الدائم للمرأة في المنزل وهو أمر يحتاج لتقويم.