التدريبات المهنية تساهم في تعزيز مهارات النساء

ساهمت التدريبات المهنية في مجال الأعمال اليدوية التي افتتحها مركز الرعاية الاجتماعية في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، في تمكين وتأهيل العائدات من مخيم الهول ودفعهن لافتتاح مشاريع صغيرة.

يسرى الأحمد  

الرقة ـ بهدف توفير فرص عمل للعائدات من مخيم الهول، أطلق مركز الرعاية الاجتماعية في إقليم شمال وشرق سوريا العديد من التدريبات المهنية في الأعمال والحرف اليدوية المتنوعة أبرزها النسج اليدوي، لتعزيز مهارة النساء لتنخرطن في سوق العمل، وتضمن التدريب الذي استمر لمدة ثلاثة أشهر تعلم خياطة ألبسة الأطفال والإكسسوارات وقطع الزينة التي تُعلق على الجدران.

تحدثت العائدة من مخيم الهول مها محمد القاسم من مقاطعة دير الزور، عن هدفها من الانضمام إلى التدريبات في مجال النسيج اليدوي "بعد خروجي من مخيم الهول وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وبما أنني الوحيدة التي أعيل أسرتي، قررت تعلم مهنة يدوية كالنسيج اليدوي لأستطيع من خلالها تأمين مستلزمات واحتياجات المنزل"، مشيرةً إلى أن مجال النسيج اليدوي مطلوب خاصةً من قبل النساء كونه يعبر عن ثقافة وتاريخ المنطقة.

ولفتت إلى أنها تعرفت من خلال التدريبات على جميع أنواع الخيوط التي تستخدم بالنسيج "لكل عمل نوع معين من الخيوط الداخلة في صناعته، فهناك خيوط صوف تستخدم في صناعة ملابس الأطفال والفساتين، كما هناك خيوط خاصة بالمخرز".

وعن تغير واقعها قبل وبعد خروجها من مخيم الهول، أكدت أنه "كنا نعيش في المخيم شبه مُغيبين عن واقع الحياة، لم يكن لدينا الأمل والطموح للاستمرار أو الخروج، ولكن بعد خروجنا من المخيم تغيرت نظرتنا للمجتمع الخارجي"، مشيرةً إلى أنها كانت تتساءل دائماً كيف سيتم استقبالهم والتعامل معهم من قبل المجتمع حين خروجهم من المخيم؟، وهل ستتمكن هي وأطفالها من الانخراط والاندماج مع أفراد المجتمع؟.

وحول مساهمة مركز الرعاية الاجتماعية في تعزيز وتطوير وتغير فكر العائدات للاندماج في المجتمع، أضافت "يقدم مركز الرعاية الاجتماعية الدعم المادي والخدمات الأساسية والنفسية للعائدات من مخيم الهول، ويتولى عملية إدماجنا مع نساء وأطفال المجتمع المضيف عبر افتتاح تدريبات مهنية وفكرية، والتي بدورها ساهمت بشكل كبير في تشجيعنا للقضاء على الفكر المتطرف الذي بقي عالقاً في أذهاننا لأعوام، وتعزيز قدرتنا على التأقلم مع الطبيعة والبيئة بشكل سليم".

وبينت أن "التدريبات التي تلقيناها زادت من الخبرات والمهارات، وتمكنا من خلالها افتتاح مشاريع خاصة بنا، وأصبحنا مؤهلين للتقدم والانخراط في سوق العمل"، لافتةً إلى أنها تعمل ضمن منزلها في صناعة القطع اليدوية وقطع الزينة التي تعلق على الجدران وتوضع على الطاولات، ومن ثم تقوم بتسويقها بالتعامل مع محال خاصة ببيع المشغولات اليدوية، كما أنها تشارك في كافة النشاطات والمعارض التي يفتتحها المركز.

وأوضحت أنها واجهت صعوبة في تأمين المعدات المطلوبة في صناعة قطع المنسوجات المختلفة "هناك قطع لا أستطيع شرائها بسبب الظروف الصعبة، كما أنني أجد صعوبة في تأمينها في كل الأوقات، وهذه الصعوبات كانت السبب وراء عدم توسيع مشروعي وتطويره".

وحول التدريبات الفكرية، قالت "تبذل المدربات جهداً كبيراً في تزويدنا بالمعرفة الكاملة وتقديم الدعم النفسي الذي يعزز ثقتنا بأنفسنا، إذ أننا لا نشعر بالتعب وكأننا نقوم بممارسة هواية ما"، متمنية أن يتم افتتاح المزيد من المشاريع والتدريبات المهنية بمختلف المجالات خاصة المشاريع التي تمكن النساء اقتصادياً، إضافة إلى زيادة التدريبات الفكرية التي تدعم وتعزز دور المرأة لتمكينها وتأهيلها للاندماج في المجتمع.

وفي نهاية حديثها، قالت مها محمد القاسم "على جميع النساء خاصة العائدات من مخيم الهول التحلي بالقوة والإرادة لتتمكن من الوقوف أمام كل الصعوبات التي تواجههن".