المرأة الريفية في الجزائر تعمل على تنمية الاقتصاد المحلي

تمثل المرأة الريفية في الجزائر النسبة الأكبر من القوى العاملة في القطاع الزراعي، وتساهم بشكل أساسي في توفير الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي.

رابعة خريص

الجزائر ـ تعتمد المرأة الريفية على الموارد الطبيعية والزراعية لكسب قوتها ودعم المنتوجات المحلية في الأسواق، وحسب إحصائيات حديثة قدمها الديوان الوطني يقطن الجزائر أكثر من 13.8 مليون شخص على مستوى المناطق الريفية بينهم 50 بالمئة نساء، وما يعادل 7 ملايين امرأة ريفية، بينهن أكثر من 60 ألف فلاحة.

وكالتنا التقت عدة نساء وسلطت الضوء على تجاربهن، واحدة منهم مهندس دولة في الفلاحة ومختصة في تربية النحل في أعالي محافظة تلمسان ضياء عباس التي قالت عن تجربتها "تخصصي في المجال الفلاحي وحصولي على شهادة مهندس دولة تخصص حماية النباتات، دفعني للعمل في مجال النحل، وبمرور الوقت تطور اهتمامي به، وبدأت العمل عليه، فهو غذاء ملكي للجميع".

 

غياب الدعم

وأوضحت "أنتج مختلف أنواع العسل كعسل الزعتر الذي يحتوي على خصائص مضادة لنمو الخلايا السرطانية وعسل الكاليتوس وعسل البرتقال، وأيضاً حبوب الطلع الجافة وشمع العسل الذي يستعمله الكثيرون كمادة مرطبة للجلد بطبيعتها، ومادة "الصمغ" المطلوبة بشكل كبير في الأسواق المحلية والأجنبية وهناك أنواع كثيرة مثل صمغ الغابة والصفصاف".

وتواجه المرأة في هذا المجال صعوبات كبيرة حسبما تكشفه ضياء عباس "تفتقد لأماكن مخصصة لتربية النحل إضافة إلى المضادات الحيوية والسرقة والتخريب والجفاف الذي أصبح أبرز عامل يؤرق المرأة الريفية ويحد من تطورها في العديد من المجالات".

وقالت ضياء عباس أن المرأة الريفية تحتل مكانة مرموقة في الجزائر فقد ساهمت في تعزيز النمو الاقتصادي في بعض المناطق، كما أنها تعتبر المحرك الأساسي للإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي للمجتمع، ورغم ذلك تؤكد أنها لا تلقى دعماً كبيراً وهي تواجه العديد من المعوقات، وتقترح ضرورة غرس الأشجار العسالة وهي الأشجار التي توفر أزهارها للنحل أفضل غذاء من الرحيق وحبوب الطلع لإنتاج العسل الجيد.

وأكدت أن المرأة في هذا المجال قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال وتصدير المنتوجات المحلية للخارج مثل "البروبوليس" المطلوبة بشكل كبير لدى المرضى الذي يعانون من السرطان وأمراض المناعة.  

وبدورها قالت كريمة عاشور من محافظة بشار في الناحية الجنوبية الغربية من الجزائر، التي تميزت في الصناعات التحويلية بالاستفادة من مشتقات التمر، حيث توصلت هذه الحرفية إلى إنتاج مجموعة من المنتجات الطبيعية الخالصة كـ "دبس التمر" الذي يحتوي على خصائص عديدة مضادة للأكسدة وتجعله مفيداً للجسم، لأنها تحتوي على نسبة عالية من الحديد، ومنتوجات أخرى تصنع انطلاقاً من مواد طبيعية ومحلية دون استعمال المواد الحافظة أو الكيميائية.

وأوضحت أنها تمكنت بعد عدة دراسات وتجارب عديدة من إنتاج خلطات رائعة من دبس التمر الذي يحتوي على فوائد أخرى كخفض نسبة الكولسترول بالدم والوقاية من تصلب الشرايين لاحتوائه على البكتين.

وقالت إنها تواجه صعوبات كبيرة منها شح المواد الأولية وغلائها، وناشدت وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي للعمل على إحداث مؤسسات صغيرة خاصة بالمرأة الريفية والماكثات في البيت.