الحصار لا يمنع المرأة من المقاومة
رغم كافة الصعوبات والعراقيل والحصار، تواصل نساء مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين عملهن بجهد ومقاومة كبيرين.
برجين كارا
مخمور ـ في ظل الحصار المفروض على مخيم مخمور، لا يستطيع الأهالي القيام بعملهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية، وبالرغم من أنهم يعانون من صعوبات عديدة، إلا أنهم يقاومون بشتى الطرق ويحاولون مواصلة حياتهم، لهذا السبب، ينشغل سكان المخيم بأعمال مختلفة لكسب قوت يومهم ورعاية أطفالهم، خاصة نساء المخيم اللواتي تقمن بكافة الأعمال سواءً داخل المخيم أو خارجه لتتمكن من الصمود والاعتماد على أنفسهن.
من بين هؤلاء النساء، حياة بشكين التي تعمل في الخياطة منذ فترة طويلة وتعلمت المهنة من والدتها "أعمل في الخياطة منذ 16 عاماً كانت والدتي تخيط وتعلمت منها، بالإضافة إلى الأعمال المنزلية والاعتناء بالأطفال. تبذل المرأة الكثير من الجهد لتتمكن من إعالة أسرتها وتأمين احتياجاتها الأساسية".
ولفتت إلى تأثير الحصار على عملها "آلاتنا تتعطل، ورغم الحصار أحاول إصلاحها وفق إمكانيتي. في السابق، كان الطريق إلى هولير مفتوحاً، وكنا نذهب ونحصل على جميع احتياجاتنا من هناك، ولكن الآن الطريق مغلق. نصنع ونوفر ما نريده في مخمور وفقاً للاحتياجات الحالية ووفقاً للإمكانات المتاحة".
وتعلم حياة بشكين أطفالها على مهنتها، وعبرت عن فرحتها في خياطة الملابس "إنه عمل جيد للغاية، أطفالي أيضاً يريدون التعلم. أعمل في خياطة كافة أنواع الملابس منها الملابس الشعبية. أحب هذا العمل كثيراً وأستمتع به، وأقوم بتنظيم وقتي حيث استيقظ باكراً عندما لا يكون هناك كهرباء لأقوم بأعمال المنزل والاهتمام بأطفالي، ومن ثم أقوم بخياطة الملابس عندما يكون هناك كهرباء، واخصص وقتاً إذا كانت هناك حاجة أخرى، أو إذا كان هناك شيء يخص أطفالي. يجب أن يكون هناك وقت لكل شيء، ويجب أن تجد فرصة للقيام بعمل ما".
في نهاية حديثها، أشارت حياة بشكين إلى أنه على كل امرأة أن تعتني بعملها وأن تجد وظيفة لنفسها "أريد أن تكون جميع النساء قادرات على العمل، وأن تتعلمن. فالمرأة القادرة على الكد والعمل تأمن دخلاً لها دون الحاجة لأحد".