مدينة مامد أوغلو

جولميرك ـ في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا، تعاني النساء اللواتي تعملن في تربية النحل من ارتفاع الأسعار كون الدخل الذي تجنينه من بيع العسل لا يكفي لسد احتياجاتهن الأساسية، وبالرغم من الجهد الذي تبذلنه، إلا أنهن لا تحصلن على مقابل يستحق تلك الجهود.

تعمل موحبت بشر في تربية النحل منذ 20 عاماً في قرية ديراو (ديريجي) في منطقة كفر، وقالت إن الأزمة الاقتصادية قد ألحقت الضرر بهم، لافتةً إلى أنه ليس بإمكانهم نقل النحل في كل عام إلى مكان مختلف بسبب ارتفاع أسعار الوقود.

وذكرت بأنهم كانوا يقيمون في مدينة هاتاي في السنوات السابقة، لكنهم عادوا إلى كفر بسبب الزلزال الذي ضرب تركيا في السادس من شباط/فبراير الماضي، مشيرةً إلى أنهم يعتنون بالنحل في الصيف والشتاء فالاعتناء بهم يتطلب جهداً كبيراً، كما وإن المال الذي يجنونه من العمل أنفقوه على مصاريف الوقود بسبب ارتفاع الأسعار.

وتزور موحبت بشر خلايا النحل ثلاث مرات في اليوم، وتضع النحل في منطقة تتوفر فيها مساحات خضراء شاسعة في القرية، من أجل الحصول على المزيد من الإنتاج للعسل، لذلك تمضي أشهر فصلي الصيف والربيع في كفر وأشهر فصل الشتاء بمدينة هاتاي.

وأوضحت أنه لا تعلم أين سيقضون الشتاء هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة الإيجار، مضيفةً أن النحل لا يبقى على قيد الحياة في الطقس البارد "لقد كان كل شيء أفضل في الماضي، وحتى مهنتنا هذه أيضاً كانت أفضل في السابق، والآن مهما عملنا وسعينا، كل ما نجنيه ينفق مباشرة بسبب ارتفاع الأسعار، لقد بذلنا الكثير من الجهد ولكن لا يبقى من المال الذي نجنيه شيء ولا كنصف ما كان عليه الوضع في السابق، وبالرغم من كل هذا، فإننا مازلنا مستمرين في عملنا".

وبينت أنه "كنا في هاتاي وقت الزلزال الشتاء الماضي، ولأيام عديدة لم نتمكن من الحصول على خيمة للبقاء فيها، لذلك بقينا في السيارة من أجل نحلنا، وفي نهاية الأمر قدمنا إلى كفر، كون الطقس والزهور فيها أفضل بكثير من هناك، إن مصدر دخلنا الوحيد هو تربية النحل لإنتاج العسل فقط، ليس لدينا راتب أو وظيفة".

وأشارت موحبت بشر إلى أن العسل الذي يحصلون عليه من خلايا النحل مطلوب في جميع المناطق وهو مفيد للكثير من الأمراض "إن العسل الذي يتم إنتاجه هنا بجودة عالية ومفيد للغاية، نشحن العسل إلى جميع أنحاء البلاد، إنه جيد جداً لعلاج الآلام والالتهابات، ولهذا السبب يفضله الجميع".