روناهي حسن: المرأة شريك أساسي في صياغة مستقبل سوريا
شددت الناطقة باسم لجنة العلاقات والاتفاقيات السياسية الديمقراطية في مؤتمر ستار، روناهي حسن، على أن الحملة التي أطلقها المؤتمر بالتعاون مع تجمع نساء زنوبيا، امتدت إقليمياً ودولياً، وأن استمرار دعم السوريات ضروري حتى نيل كامل حقوقهن.
سوركل شيخو
قامشلو ـ في العشرين من أيلول/سبتمبر الماضي، عقد مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا بإقليم شمال وشرق سوريا، مؤتمراً تحت شعار "التحالف النسائي أساس لبناء العدالة والديمقراطية في سوريا لا مركزية موحدة"، بمشاركة واسعة من نساء سوريات.
خلص المؤتمر إلى جملة من القرارات، أبرزها إطلاق حملة شاملة للنساء داخل سوريا وخارجها، تهدف إلى بناء سوريا ديمقراطية، لا مركزية وتعددية، قائمة على أسس الحرية والعدالة الاجتماعية.
وبناءً على القرار الصادر، أطلقت لجنة العلاقات والاتفاقيات السياسية الديمقراطية في مؤتمر ستار حملتها في 12 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لتستمر حتى 12 تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم. وقد قدّمت الناطقة باسم اللجنة، روناهي حسن، شرحاً مفصّلاً لمسار الحملة والنتائج التي أُحرزت خلالها.
إطلاق حملة لبناء سوريا ديمقراطية ولا مركزية
وأشارت روناهي حسن إلى أن حملة "بتحالف النساء سنبني سوريا حرة، ديمقراطية، لا مركزية" جاءت كأحد أبرز القرارات المنبثقة عن مؤتمر "التحالف النسائي أساس بناء العدالة والديمقراطية في سوريا لا مركزية موحدة". مؤكدةً أن إطلاق الحملة مثّل قراراً جامعاً للنساء السوريات.
وبيّنت أن الهدف من الحملة هو الضغط على الحكومة السورية المؤقتة لتأسيس قاعدة واسعة تستند إلى التحول الديمقراطي، بما يضمن بناء سوريا ديمقراطية، متعددة المكوّنات، تُدار بإرادة السوريات وتشارك فيها جميع الأطياف.
وانطلقت الحملة عبر بيانين، الأول في قامشلو والثاني في الرقة، بمشاركة واسعة من ناشطات وسياسيات ونساء مستقلات ومنظمات نسائية داخل سوريا، حيث قدّمت المشاركات رؤيتهن ومطالبهن حول شكل سوريا المستقبل للجنة المعنية.
كما شهدت الحملة حضوراً بارزاً من إقليم شمال وشرق سوريا، بمشاركة سياسيات وأحزاب سياسية وشخصيات مستقلة، ما عزّز الطابع التشاركي للحملة وأكسبها زخماً أكبر.
ومن أهداف الحملة بناء سوريا جديدة، إلى جانب صياغة دستور حديث يضمن حقوق جميع المكوّنات ويحميها، مع التركيز على تثبيت حقوق النساء وحمايتها بشكل واضح ومكتوب كما أوضحت، مشيرةً إلى التهميش الذي تعرضت له النساء خلال عملية انتخاب أعضاء مجلس الشعب من قبل الحكومة المؤقتة المتمثلة بجهاديي هيئة تحرير الشام، وبالتالي يبرز أحد الأهداف الأساسية للحملة ألا وهو ضمان تمثيل النساء السوريات بنسبة 50% في مواقع صنع القرار، بما يعكس حضورهن الحقيقي في الحياة السياسية والاجتماعية.
وشدّدت على أن توحيد صف النساء السوريات في مواجهة الحرب والعنف والإبادة التي تطالهن يُعد خطوة محورية لمستقبل البلاد. وأن التركيز على بناء نموذج ديمقراطي لسوريا يمكن أن يشكّل مثالاً يُحتذى به في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، حيث يتمكّن الشعب بمختلف دياناته ومذاهبه وأعراقه من العيش المشترك على أساس المساواة، والمشاركة في صياغة إدارة جماعية تعكس إرادة الجميع.
"النضال مستمر حتى بناء سوريا تعددية وديمقراطية"
"الحملة لم تقتصر على الداخل السوري فحسب"، وفقاً لروناهي حسن، بل امتدت لتشمل منطقة الشرق الأوسط والعالم، حيث حظيت بدعم واسع من عشرات الدول، ما يعكس حجم الاهتمام الكبير بها "شاركت جهات من العراق وبيروت وصولاً إلى مصر وبلوشستان، إضافة إلى بلدان أخرى في الشرق الأوسط وأوروبا".
وأضافت "في هذا السياق، قام مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا، بالتعاون مع النساء السوريات في إقليم شمال وشرق سوريا، بكتابة رسالة توضّح رؤيتهن لشكل سوريا المستقبل وآلية صياغة دستورها، وأرسلناها إلى الجهات المعنية".
وبيّنت أن الحملة أثمرت عن أكثر من 90 بياناً، إلى جانب العديد من الرسائل الداعمة من منظمات نسائية، ونساء مستقلات، ومثقفات، وسياسيات وغيرهن. كذلك نُظمت خمسة ندوات عبر الإنترنت، إضافة إلى ندوة حضورية واحدة، ما منح الحملة زخماً أكبر وأبعاداً أوسع.
وعن الجهات التي أرسلت لها الصور والوثائق، قالت "بعد مرحلة مكثفة، جرى جمع البيانات والرسائل والوثائق وإرسالها إلى جهات دولية معنية، من بينها الأمم المتحدة، مجلس الأمن، منظمة هيومن رايتس ووتش، منظمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة، إضافة إلى برلمانات وجهات أخرى مؤثرة في القضية السورية وعلى المستوى العالمي".
وأفادت أن الهدف من ذلك إبراز دور النساء في سوريا الجديدة، والمساهمة في بناء نموذج ديمقراطي يُدار بإرادتهن، بحيث تكون لهن مشاركة فعلية في اتخاذ القرارات. ويأتي ذلك بعد عقود من التهميش والإقصاء عن مراكز صنع القرار، رغم امتلاكهن القوة والخبرة والرسالة الواضحة التي تؤهلهن للقيام بهذا الدور المحوري.
وشدّدت روناهي حسن على أهمية استمرار الدعم، موضحةً أن انتهاء الحملة لا يعني توقف الجهود، بل يتطلب من نساء الشرق الأوسط والعالم مواصلة إظهار تضامنهن مع النساء السوريات، والمشاركة في عملية التغيير السياسي داخل البلاد "لا زالت المئات منهن مفقودات، ويتعرضن للقتل والاغتصاب، فيما يفاقم الاتجار بالنساء الأزمة ويزيد من خطورة التحديات". مؤكدةً أن هذا الدعم يجب أن يكون جزءاً من مسار التغيير وإيجاد الحلول، وصولاً إلى وقف الهجمات والانتهاكات الموجّهة ضد النساء.
واختتمت روناهي حسن حديثها بالتأكيد على أن الحاجة إلى نظام ديمقراطي اليوم أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، وهو ما يستدعي استمرار الحملات والأنشطة حتى تحقيق هذا الهدف. موضحةً أن النضال لن يتوقف ما لم تُبنى سوريا لا مركزية، تعددية وديمقراطية. وأن دعم نساء الشرق الأوسط والعالم للنساء السوريات يجب أن يستمر حتى النهاية، إذ إن السوريات بحاجة إلى هذا الدعم إلى أن ينلن كامل حقوقهن الدستورية والاجتماعية والسياسية والثقافية، باعتباره شرطاً أساسياً لتحقيق العدالة والمساواة، على حد قولها.