سيبيلييا الإبراهيم 

منبج ـ ، وتصدح الحناجر بأغاني تراثية ترمز إلى الفلكلور والتراث. 

في منبج وعلى جبل تتربع فيه الخضرة والجمال، اجتمعت نساء من كافة المكونات والأطياف، لهدف واحد وهو الاحتفال بيوم المرأة العالمي، فكان لابد من بروز العديد من الفنانات اللواتي غنين أغانٍ تراثية، وكما كان للمرأة المهجرة مشاركتها الفعالة ضمن الاحتفالية.

وعلى خلفية احتفالية الثامن من آذار/مارس، هنأت الفنانة نوروز سليمان كافة نساء العالم باليوم العالمي للمرأة، مشيرةً إلى أن هذا اليوم هو يوم انبعاث الحرية، وبهذا اليوم تبرز العدالة والمساواة التي سعت المرأة لتحقيقها عبر العصور "بحثت المرأة عن نور حريتها لأعوام من ظلام دامس من الظلم، فاختارت طريق النضال لتنال حقوقها، وحملت الخبز والورد، ولهذا فإنها بكل جهدها تعمل لتحقيق أحلامها".  

وعن مشاركة النساء في احتفالية اليوم العالمي للمرأة في منبج، أشارت نوروز إلى قدسية هذا اليوم، ولا سيما لدى نساء منبج اللواتي تحررنَّ من مرتزقة داعش منذ عام 2016 "النساء اللواتي قدمنَّ مرتديات زيهنَّ الفلكلوري والتراثي بألوان الفرح والبهجة، هنَّ عبارة عن لوحة جميلة تروي حكاية التعايش المشترك".

وحول نضال المرأة ودورها في حرية المجتمع، أشارت نوروز سليمان إلى أن المرأة بمقاومتها وإرادتها الحرة وصلت إلى مراتب عليا لتكون صاحبة القرار والريادة في المجتمع، داعية كافة النساء لرفع صوتهنَّ وكسر قيود العبودية.

ومن جانبها أوضحت الفنانة الشركسية زينب اسحاق أنها المرة الأولى التي تظهر فيها فتاة من المكون الشركسي على خشبة المسرح لأداء الأغاني بلغتها الأم ولونها التراثي العريق، "أدائي للأغاني بلغتي الأم هو لتعريف باقي المكونات بعراقة تراثي ومدى ارتباطي به، ولأؤكد أن المرأة هي التي تحافظ على الثقافة والفن".

وعن تفاعل الجمهور معها أثناء أداء الأغاني، أشارت "كان لتفاعل الجمهور ولزغاريد الأمهات أثر كبير عليَ، والذي أعطاني القوة والمعنويات لمواصلة الغناء ولأكون عند حسن ظنهنم بي".

النساء المهجرات احتفلنَّ بهذا اليوم أيضاً، وشاركنَّ في الاحتفالية، وبهذا الخصوص قالت النازحة من سري كانيه/رأس العين، آسيا اسماعيل حسين وهي عضوة مجلس العدالة الاجتماعية في سري كانيه/رأس العين، أنهنَّ يجتمعنَّ اليوم لمشاركة النساء بالاحتفال وليؤكدنَّ على استمرار نضال النساء حول العالم حتى استعادة الحقوق. مضيفة "الثامن من آذار/مارس هو اليوم الذي عرفت فيه المرأة نفسها فقد تحقق بفضل تضحية الآلاف من النساء، لذا يتوجب الحفاظ على المنجزات التي حققتها المرأة حتى وصلت لهذا اليوم".

وخلال حديثها استذكرت الشهيدة هفرين خلف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل والتي استشهدت خلال الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

ورغم حزن الابتعاد القسري عن أرض الوطن، أكدت آسيا اسماعيل حسين على أن أهالي رأس العين/سري كانيه ما يزالوا متمسكين بأرضهم "لم ننسى مدينتنا ونأمل بالاحتفال هناك في العام القادم، وأن يكون يوم المرأة العالمي هو يوم تحرير المدينة من الاحتلال التركي".

وفي ختام حديثها شددت على أن آلام النزوح لم تثبط عزيمتهنَّ "نحتفل بيوم المرأة العالمي تحت خيام مخيم واشوكاني ولكننا لم نيأس من العودة للاحتفال في منازلنا، وإرادتنا بكل تأكيد أقوى من إرادة الإرهاب والاحتلال".

وتجدر الإشارة إلى أن مخيم واشو كاني تم إنشاءه في بداية تشرين الثاني/نوفمبر 2019، إثر هجوم الاحتلال التركي ومرتزقته على مدينة سري كانيه/راس العين واحتلالها، ويضم المخيم 1900 عائلة و12200 شخص، ويقع على بعد 30 كم من مدينة الحسكة في بلدة توينة.