رداً على الهجوم الانتحاري في كابول... 'الثورة التي تقودها المرأة لابدّ لها أن تحدث التغيير'

أكدت مبادرة "مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن والسلام" في بيان لها، ضرورة إيجاد سبل آمنة لتلقي الأطفال والفتيات تعليمهم في أفغانستان، وفق مناهج دراسية معتمدة من قبل منظمة حقوق الطفل.

قامشلو ـ نددت مبادرة "مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن والسلام"، بممارسات وانتهاكات حركة طالبان لحقوق الإنسان في أفغانستان، والهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة العشرات، مؤكدة على تضامنها مع انتفاضة النساء في إيران.

أصدرت مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء من أجل الأمن والسلام، اليوم الأحد 2 تشرين الأول/أكتوبر، بياناً، نددت من خلاله استهداف مركز تعليمي في العاصمة الأفغانية كابول راح ضحيته العشرات من الضحايا بينهم نساء وطالبات.

وجاء في البيان "أن معظم الأنظمة الديكتاتورية والفاشية التي تسعى إلى خلق مجتمع القطيع وإلى التعصب الأعمى كي لا تتمرد تلك المجتمعات على الطاغية، فهي تحارب بالدرجة الأولى العلم بهدف نشر الجهل، لأنها تتستر بظلام الليل فتخلق الرعب والهلع لأي شخص يسعى إلى الكشف عن حقيقتها، فتعمل على إطفاء الشعلة الأولى قبل أن تتقد عن طريق الوعي والإدراك واليقظة بالدرجة الأولى ومنها ما تكون الشرارة الأولى للثورات التي تسعى إلى التغيير والتحديث والتطوير".

وأوضح البيان أن "الأنظمة المنغلقة على ذاتها والمتعصبة دوماً تحارب الانفتاح لدى الفئة الواعية التي تتطلع إلى إحداث التغيير، فإما تحاربها تحت مسمى الدين أو الخروج عن المألوف والأصول وتتهمها بالعمالة، ليتسنى لها الفتك بها ولوأد الثورة قبل ولادتها التي تشكل خطراً على كيانها، وأغلب هذه الأنظمة تكون مؤدلجة بأيديولوجية ذكورية سلطوية تهدف إلى تجهيل المرأة بالمقدمة ومن خلالها تحقيق جهالة المجتمعات".

وأشار البيان إلى أنه لمعرفة مستوى تطور أي مجتمعٍ أو شعب كان "يجب النظر إلى مدى ومستوى تطور أو انحطاط المرأة فيها، فاليوم نرى مشاهد بعيدة عن الإنسانية والحقوقية لما ترتكبه حركة طالبان في أفغانستان، وحرمانها الفتيات من التعليم ومنعها من العمل في جميع الوظائف وتكبيلها بالقيود يومياً وفرض ما ترتديه عليها، وإحراق المكتبات ودور العلم"، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب في التفكير "أدى إلى زيادة التطرف والبغض وما آل بها إلى حادثة مركز كاج التعليمي في حي دشت البرشي غرب العاصمة كابول، الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة أكثر من 32 طفل وشاب/بة".

ونوه البيان إلى أن مشاهد الهجمات الانتحارية باتت تتكرر بشكل يومي في أفغانستان التي تسيطر عليها حركة طالبان "لا تختلف أوجه الهجمات وجرائم القتل عن بعضها أينما حلت، فحادثة مقتل الشابة الكردية جينا (مهسا أميني) في إيران على يد شرطة الأخلاق التي تغذيها الذهنية الأبوية التي سيست القانون وفق مآلتاها، هذه الحادثة أدت إلى انتفاضات شعبية عارمة هزت عرش الديكتاتورية ونظامه الملالي".

وأوضح البيان أن انتفاضة الشعب ضد الظلم والقمع والتمييز اتسعت لتشمل أكثر من 31 مدينة، فقد شاركت كافة المكونات والأديان والأعراق في الاحتجاجات التي جابت مدن شرق كردستان وإيران، للوقوف ضد النظام الذي يفرض الرؤية الواحدة، مشيراً إلى أن مطالب المحتجين تعدت المطالبة بحق النساء إلى المطالبة بتغيير الديكتاتورية تحت شعار "Jin jiyan azadî"، كون الثورة تقاد بريادة المرأة المطالبة بالحرية".

وأكد البيان على انتفاضة النساء في إيران كسبت "دعماً نسائياً ومجتمعياً على مستوى العالم بأسره. لأن الثورة التي تقودها المرأة لابدّ لها أن تحدث التغيير وتسقط عرش الملك المستبد. لذا وخوفاً من ذلك بدلاً من إحداث التغيير والحل لجأت السلطات الإيرانية إلى اضطهاد وقمع الثورة مما أدى إلى سقوط ضحايا كثر جراء إطلاق الرصاص الحي من قبل قوى الأمن، مخلفاً العشرات من الضحايا".

ولفت البيان إلى أنه في اليوم الرابع عشر من الاحتجاجات، شهدت مدينة زاهدان مركز محافظة سيستان وبلوشستان مجزرة على يد قوى الأمن، حيث فقد على إثرها حوالي 36 شخصاً حياتهم وأصيب 58 آخرون، فيما شهدت مدن أخرى اعتقال الآلاف من المحتجين "في إحدى المدن تم تعذيب الشابة ميكا شاكا رامي البالغة من العمر 17 عاماً حتى الموت بعد اختطافها من مظاهرة سلمية شاركت بها، ولم تكتفِ إيران حيث توجهت بصواريخها إلى منطقة سيدكان شمال هولير بإقليم كردستان، ما أدى إلى فقدان حوالي 13 شخصاً حياتهم بينهم امرأة حامل".

وندد البيان بالانتهاكات الممارسة من قبل حركة طالبان "نحن كمبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء من أجل الأمن السلام، ندين ونستنكر ممارسات حركة طالبان وانتهاكاتها اليومية لحقوق الإنسان والمرأة والطفل وحرمانهم من أبسط حقوقهم في التعليم وعدم التزامها بفتح المدارس للفتيات، وقيامها بإجراءات تعسفية تهدد أمن ومستقبل الأجيال القادمة".

وأكدت على ضرورة إيجاد سبل آمنة لتلقي الأطفال والفتيات تعليمهم وفق مناهج دراسية معتمدة من قبل منظمة حقوق الطفل.

واستنكر البيان "السياسة التي يتبعها النظام الإيراني في قمع واضطهاد المتظاهرين بدلاً من إيجاد سبل الحل وتحقيق مطالب المتظاهرين ولاسيما تغيير السياسية المتحيزة ضد النساء لتحقيق مطالبهن في الحرية".

وشددت مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء من أجل الأمن والسلام في ختام البيان على "أننا نساء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نساند وندعم المقاومة والانتفاضة الإيرانية والتي تقودها المرأة ونشد عضدها متأملات في تحقيق مكاسب يعود أثرها بالنهوض بالمجتمع الشرق الأوسطي، وفي هذه المناسبة نهنئ الذكرى الثالثة لحراك تشرين، ونحيي مقاومة الشعب العراقي، ونتمنى لهم التوفيق في تحقيق مطالبهم في وقف هيمنة الأحزاب الدينية على الحياة العامة للشعب، وأن يتجه العراق إلى دولة تحقيق الأمن والاستقرار ورسم مستقبل مشرق".