مؤتمر ستار: أصوات النساء التي تعلو في باقي مناطق سوريا لن تبقى دون استجابة
أكد مؤتمر ستار على أهمية تعزيز التنظيم والدفاع الذاتي في مواجهة التحديات الراهنة التي تشهدها المنطقة، وضمان بناء سوريا جديدة قائمة على الاعتراف بتعدد الهويات ومشاركة المرأة في صنع القرار.

مركز الأخبار ـ "نجدد وعدنا لشهدائنا ولجميع النساء والشعب أننا سنواصل نضالنا بدون انقطاع وسنواصل حماية نور الحرية الذي يشع في هذه الأرض" بهذه الكلمات جدد مؤتمر ستار وعده بمواصلة المسيرة بروح النضال والتغيير حتى بناء سوريا جديدة.
أصدر مؤتمر ستار اليوم السبت 19 تموز/يوليو بياناً جاء فيه "في التاسع عشر من تموز عام 2012، انطلقت شرارة ثورتنا بإرادة لا تلين وعزيمة شعب قرر أن يكون سيد مصيره، ومنذ ذلك اليوم بدأت مرحلة تحوّل اجتماعي عميق، أرسى أسس نهجٍ جديد للحياة والحرية، واليوم إذ نحيي الذكرى الثالثة عشرة لانطلاقة هذه الثورة، ونستذكر تلك اللحظة التاريخية التي غيّرت مجرى واقعنا، ونؤكد مواصلة المسيرة بروح النضال والتغيير".
وأشار البيان إلى أن هذه العملية التي بدأت بتأسيس مجالس الشعب في كوباني تحولت إلى مسيرة بناء قائمة على مبادئ الحرية والمساواة الاجتماعية، وانتشرت في جميع مناطق إقليم شمال وشرق سوريا "تطورت ثورة المرأة من خلال العمل الجماعي وإرادة الشعب، دون الاعتماد على أي تدخل خارجي، فلم يكن الهدف من هذه الخطوات تغيير شكل الحكم فحسب بل تغيير أسلوب الحياة بأسره".
النضال الذي بدأته النساء الكرديات أملاً لجميع النساء
وأكد البيان أن "المرأة القوية الرائدة كانت وراء هذه العملية إذ بادرت النساء في جميع المجالات وأنشأن تنظيمهن الخاص وشاركن في مواقع صنع القرار وطوّرن دفاعهن، وفي مؤتمر ستار وسّعنا وعززنا نهج حرية المرأة الذي ازدهر مع الثورة حتى وصلنا إلى يومنا هذا"، مشيراً إلى أن هذا النضال الذي بدأته النساء الكرديات يشكّل اليوم أملاً كبيراً للنساء العربيات والآشوريات والأرمنيات والدرزيات والعلويات والإيزيديات، فقد ترك ولا يزال يترك بصماتهن على التغيير والتحول "انطلاقاً من إيماننا بقدرة المرأة على قيادة السلام في القرن الحادي والعشرين، نعتبر أنّ تحقيق الحرية لجميع النساء، بغض النظر عن هويتهن أو معتقداتهن أو ثقافتهن أو لغتهن، هو هدفنا الأساسي".
وأوضح البيان أن سوريا تشهد اليوم محاولات تسعى إلى قمع أصوات النساء، فأولئك الذين يروجون للمركزية، ويحمون نظام الشريعة ويعيدون إنتاج عقلية التعصب الجنسي والديني، يهددون فكرة الحياة المشتركة بين الشعوب "أن هذا النهج الذي ينكر إرادة المرأة في المفاوضات تحت ستار دستور جديد وعملية انتقالية لا يمثل حلاً بل أزمة أعمق".
ولفت البيان أن العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا يقوم على المشاركة المتساوية لمختلف الهويات والمعتقدات، ويضمن مكانة المرأة في نظام الرئاسة المشتركة وتنظيمها الذاتي في قطاع الدفاع والحماية ونموذج الحياة الجماعية "استطاعت ثورة المرأة البقاء بفضل هذا العقد الذي صيغ بمشاركة النساء، يجب بناء سوريا جديدة قائمة على مبادئ الاعتراف بإرادة الشعوب، وضمان مشاركة المرأة في صنع القرار، وضمان عيش جميع أطياف المجتمع معاً بسلام".
المرأة في هذه الحرب هي القوة لحل جميع المشكلات
وشدد البيان على أنه في الوقت الذي ينتظر فيه الشعب الكردي وشعوب إقليم شمال وشرق سوريا الاحتفال بذكرى ثورة ١٩ تموز بفارغ الصبر، تتعرّض مكونات الشعب السوري الأخرى التي لديها معتقدات مختلفة اليوم لمحاولات قمع وإبادة من قبل القوى المتطرفة وشركائها "يُرتكب بحق الطائفة العلوية والدرزية المجازر وتُحرق غاباتهم وتُمارس بحقهم عمليات قتلٍ وخطفٍ واغتصاب وبيعٍ للنساء أمام العالم أجمع وهذا عار كبير".
وأضاف البيان أن في الآونة الأخيرة شنت هذه القوى المتطرفة هجمات وحشية على أهالي الساحل السوري، ويتكرر اليوم السيناريو نفسه بحقّ الشعب الدرزي في مدينة السويداء "لقد رأينا موقف المرأة في هذه الحرب والأزمة حيث أظهرت كيف يمكن أن تكون القوة لحل مشكلات مجتمعها الذي يواجه الوحشية وكيف يمكن لها أن تقاوم لبناء سوريا مستقبلية تُصان فيها حقوقها، مشيراً إلى أنه النساء الدرزيات والعلويات اليوم تؤمن بنضال المرأة الكردية وإدارتها الديمقراطية "كنساء في مؤتمر ستار نقول إنّ أصوات النساء التي تعلو في باقي مناطق سوريا لن تبقى دون استجابة، وسنضع يدنا بيد من يريد ذلك".
"سنواصل حماية نور الحرية الذي يشع في هذه الأرض"
وأكد مؤتمر ستار في بيانه "إنّ المرحلة التي نمرّ بها اليوم وتمر بها جميع النساء في سوريا، تحتم علينا تعزيز آليات دفاعنا وتنظيمنا في المرحلة المقبلة، والوقوف مع قواتنا الدفاعية سواء في وحدات حماية المرأة أو قوات سوريا الديمقراطية ودعمها ككرد في إقليم شمال وشرق سوريا، ولهذا يجب على كل امرأة في هذه المرحلة أن تُعزّز قدرتها الدفاعية الجوهرية حتى ننتصر معاً، لذلك نجدد وعدنا لشهدائنا ولجميع النساء والشعب الذين جعلوا ثورة المرأة حقيقة، نؤكد أننا سنواصل نضالنا بدون انقطاع وسنواصل حماية نور الحرية الذي يشع في هذه الأرض، لأن بناء سوريا الجديدة على أساس الاعتراف بإرادة الشعوب يضمن للمرأة حقها في المشاركة بصنع القرار ويسمح لجميع أطياف المجتمع بالعيش معاً".