مسرحية "السلام في أجنحة الطيور" عن الحرب وسبل انهائها
قدمت فرقة تياترة ساريا باران أمس الخميس الأول من نيسان/ إبريل، مسرحية حول الحرب وسبل التخلص منها حملت عنوان "السلام في أجنحة الطيور"
قامشلوـ .
عرضت مسرحية "السلام في أجنحة الطيور" على خشبة مسرح محمد شيخو للثقافة والفنون في مدينة قامشلو بمشاركة 12 ممثلة، للمرة الأولى في شمال وشرق سوريا، وهي من تأليف غول فيليا يوكسيل وإخراج ساريا قولان.
ويبرز في المسرحية الاستخدام الأمثل للإيحاءات لتوضيح كيفية وقف الحرب من خلال الحب ومنح الراحة. وتدور أحداث المسرحية حول ثلاث طيور تسعى لإحلال السلام، وتبدأ بمشهد لطائر صغير يرتفع في السماء بكل حرية، وفجأة يصاب برصاصة طائشة في جناحه، وعلى الرغم من إصابته يحاول معاودة الطيران، إلا أنه لا يفلح في ذلك.
وفي مشهد آخر يظهر سرب من الطيور وهو يحلق في المكان نفسه، وبعد أن يرى طائران آخران الطائر الجريح يقتربان منه بدافع الفضول، ويحملانه إلى مكانِ آخر، ويسألانه عن سبب تعرضه للإصابة.
ويحمل القسم الأول من المسرحية فكرة مدى التأثير الذي تخلقه الحرب في نفوس الآخرين واليأس الذي تتسبب به، إضافة إلى انعدام السلم والأمن خلالها، وأما اختيار الطيور فجاء نابعاً من الإشارة إلى الأبرياء الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، ويتحولون إلى ضحية للحرب.
ويظهر العمل المسرحي رغبة الطيور الثلاث بالسعي لإحلال الأمن والسلام، عبر إحضار بذور زهرة الحب من أعلى الجبل ونشرها في البلاد، وسرد القصص للأطفال في كل مساء لمنحهم نوعاً من الشعور بالأمان.
وأما المشاهد الأكثر تأثيراً خلال العمل المسرحي الذي تم تقديمه، والتي لآقت التفاعل من قبل الجمهور، هي التي سردت خلالها الطيور قصصاً للأطفال الذين فقدوا أحد ذويهم لغرس الأمل في قلوبهم.
كما وعرضت المسرحية أبعاداً أخرى كمشكلة التلوث البيئي عبر مساعدة الغابة التي كانت تحترق وتختنق من خلال تعاون الدعسوقة وأبطال المسرحية، إضافة إلى الشجار بين الأطفال نتيجة النزعات العنصرية والتي تسارع الطيور لحلها عبر سرد قصص للأطفال عن الأخوة والانسانية.
وكان لبراعة الأطفال الذين مثلوا المسرحية، دور كبير في شد انتباه الجمهور، إذ بدت تعابيرهم وايماءاتهم أثناء أداء العرض واقعية جداً، لينتهي العرض باتحاد الجميع للعمل على وقف الحرب، ونشر السلام، ومن ثم أسدل الستار معلناً نهاية المسرحية على وقع زقزقة الطيور وصوت الرياح والمياه في الطبيعة وأغاني الأطفال.
ويتكون فريق العمل من "رهف زلفو، براءة حسن، جفين خليل، روز حسن، شفين خليل، ديانا مراد، تالا سعيد، هيلين سليم، سيما خلف، زلال موسى"، ويتم التحضير لعرض المسرحية منذ ثلاثة أشهر تقريباً.