'مهسا أميني رمز وحدتنا ونضالنا المشترك'

أدانت العديد من النسويات اليساريات والموسيقيين موجة القمع التي تطال المتظاهرين في إيران، كما دعت عدة جماعات سياسية وناشطون ومعارضون لتنظيم مظاهرة حاشدة.

مركز الأخبار ـ تنسق الجماعات السياسية والناشطون والمعارضون للقيام بمظاهرات حاشدة، غداً السبت الأول من تشرين الأول/أكتوبر، حول العالم، وبالداخل أمام جامعات طهران ضد النظام الإيراني.

بالتزامن مع الدعوة لمظاهرة حاشدة تتزايد المطالبات بانضمام فئات مختلفة من المجتمع الإيراني إلى الإضرابات في عموم البلاد.

وقالت الناشطة في مجال حقوق الإنسان بإيران نسرين ستوده، خلال إجازتها من السجن "إن النظام سيستمر في القمع، لكن الاحتجاجات ستستمر أيضاً. بغض النظر عن طبيعة القمع، لا أرى سبيلاً للعودة، فالاحتجاجات والاعتصامات بدأت تظهر احتمالية تغيير النظام بشكل جدي".

وأضافت "احتجاجات إيران التي اندلعت بمقتل مهسا أميني، تظهر في الواقع الآلام التي عانتها نساء البلاد خلال هذه السنوات الـ 43".

 

إعلان التضامن

وتستمر موجة الدعم للإيرانيات في انتفاضتهن ضد النظام الإيراني، وأعلنت مجموعة من النسويات الكرديات اليساريات تضامنهن مع انتفاضة الشعب الكردي في شرق كردستان وإيران، ودعت مجموعات نسوية أخرى في المنطقة لإعلان التضامن مع هذه الانتفاضة النسوية في إيران ودعمها.

وأطلقت مجموعة النسويات الكرديات اليساريات من خلال بيان على هذه الانتفاضة اسم "حركة مهسا" مؤكدات أن "جينا" وهو الاسم الكردي لمهسا أميني والذي لم توافق السلطات على إطلاقه عليها عندما ولدت لأنه كردي "اسم قانوننا المشترك ووحدتنا في هذا النضال".

وجاء في البيان "هذا صوتنا من كردستان، الصوت الجماعي للأقلية والنسويات اليساريات من منطقة ارتبط تاريخها بالدماء والتعذيب والإعدام والسجن والنفي والتمييز منذ الأيام الأولى للثورة. نحن الكرد لدينا تاريخ مليء بالقمع والنضال، اضطررنا دائماً إلى القتال في عدة مجالات ومع عدة قوى 'مع الأبوية من الرجال الكرد وغير الكرد، مع الأصولية والقمع البنيوي المفروضين من قبل النظام الحاكم، في الميدان مع الشوفينيين الإيرانيين'، وناضلنا من أجل تشكيل موقفنا القمعي المتقاطع. الآن، في هذه الأيام عندما ردد شعار "Jin jiyan azadî" أعطى حياة جديدة في شوارع إيران ونشهد جميعاً ثورة نسائية، شكلاً ومضموناً، نظهر أيضاً دعمنا المطلق للنضالات والاحتجاجات".

وأوضحت المجموعة من خلال البيان "نود أن نطلق على هذه الثورة النسائية والنسوية التي حدثت بعد قتل النظام الإيراني لمهسا أميني اسم حركة جينا، وهو اسم مثل الشعار المتكرر هذه الأيام، يعني الحياة، لأننا نؤمن بأن المقاومة هي الحياة نفسها. هذه الانتفاضة لم تحول فقط قضية الاضطهاد الجنسي والجنساني إلى قضية عالمية تحدد مجمل الهيكل السياسي الاجتماعي القائم، ولكنها أظهرت في الوقت نفسه كيف يمكن ربط الاضطهاد الجنسي والجنساني والوطني والطبقي معاً بشكل تقدمي".

وأشار إلى أنه "نحن في لحظة مهمة وتاريخية، مهسا "جينا" أميني رمز وحدتنا ونضالنا المشترك. نعتبر أنفسنا جزءاً من الحركة النسوية ضد قتل النساء وجرائم القتل، وكذلك جزء من الحركة اليسارية التي اتخذت موقفاً ضد القومية الإقصائية".

وأكد البيان أن "مصدر إلهامنا في هذا النضال وأبطالنا هم جميع النساء والمقاتلين في إيران الذين نقلوا النضال ضد الاضطهاد من المنزل إلى الشارع وأظهروا أن التحرر من النظام الأبوي والسلطوي ورأس المال مترابطان بعمق. الإلهام الذي قدمه شعار "Jin jiyan azadî" يخرج بسرعة من الأفواه في شوارع إيران، ويذكرنا بأنه من الممكن تجاوز الحدود السياسية التي فرضتها القوى الأبوية الاستعمارية والإمبريالية".

وأوضح "استطاعت الحركة التي بدأت بمحاكمة النظام لقتل مهسا أميني وتحولت بسرعة إلى حركة اجتماعية ضد الحجاب الإلزامي والمطالبة بإسقاط النظام القائم، تشويه روايات الهيمنة القمعية عن المرأة الكردية ونساء أخريات في إيران على مستويين: أولاً، استطاعت هذه الحركة النسوية كسر تمثيلات القوميين العنصريين لنساء الأقليات العرقية والقومية، وعلى صعيد آخر، تمكنت هذه الحركة من تحدي الفهم الاستشراقي والعنصري للغرب عن نساء الشرق الأوسط".

وأشار البيان إلى أنه "على الرغم من أن رد فعل النظام الأبوي في إيران كان قمع واعتقال وقتل المعارضة منذ البداية، والآن يوجد العديد من النساء والناشطات النسويات في مراكز الاعتقال والسجون، مثل غيرهن من الشعب، ولكن النساء والأشخاص في إيران مستمرين في الاحتجاجات حتى الإطاحة بالديكتاتوريات الأبوية".

ونوه البيان إلى أنه "ما يحدث في شوارع إيران اليوم يبشر ببداية حقبة جديدة من النضال ضد العنف والأصولية والحرمان من الحق في الحياة. بينما نعتبر أنفسنا جزءاً من هذه الحركة، فإننا ندعو المجموعات النسوية في المنطقة للانضمام إلينا في هذه المعركة، وخاصة تضامن النسويات اليساريات الكردية والتركية والعربية والبلوشية... إلخ، لإعادة تعريف الاضطهاد المتقاطع بشكل تدريجي ونجد أنه من الضروري للغاية تجاوز التعريفات الأبوية للقمع القومي. كما ندعو النسويات اليساريات الأخريات المناهضات للرأسمالية والعنصرية في الغرب للانضمام إلينا والوقوف معنا في هذا النضال. إن تحقيق المثل الأعلى للحرية والتحرر غير ممكن دون استعادة الحق في حياتنا؛ وهذا ما يتردد صداه مع شعار "Jin jiyan azadî" في إيران هذه الأيام. بعد هذا الشعار دعت ثورتنا النسوية إلى تضامن عابر للحدود وعالمي لتحقيقه".

 

"ارتفع صوت النساء ضد ممارسات النظام الإيراني"

كما أصدر مجموعة من الموسيقيين الإيرانيين بياناً تضامناً مع حركة الحرية في إيران، أدانوا من خلاله القمع العنيف للمتظاهرين وطالبو بوقف فوري لقمع الاحتجاجات الشعبية في عموم إيران، والإفراج عن الطلاب والناشطين السياسيين والمدنيين.

وجاء في البيان أنه "بعد إسكات صوت مهسا أميني، ارتفع صوت النساء ضد ممارسات النظام الإيراني".

وفي إشارة إلى القيود والرقابة التي يفرضها النظام الإيراني في مجال الموسيقى، أوضح البيان إنهم يقاومون منذ سنوات الرقابة والتهديدات بإلغاء الحفلات الموسيقية وفرضوا قوانين مثل الحاجة إلى الحصول على ترخيص وتحديد شكل الملابس.

وبدورها أعلنت محكمة نوفمبر الشعبية الدولية أن 13 مسؤولاً في إيران، بينهم علي خامنئي، وحسن روحاني، وعلي شمخاني، وإبراهيم رئيسي، وقادة الحرس الثوري وقوات الشرطة، لعبوا دوراً مهماً في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال قمع احتجاجات تشرين الثاني/نوفمبر 2019.

وطالبت هذه المحكمة الدول الغربية بمعاقبة مرتكبي الجرائم، كما طالب مجلس الأمن الدولي بإحالة ملف الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية مع قرار المجلس الذي تمت الموافقة عليه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وأعلنت غالبية هيئة القضاة أن جرائم القتل والسجن والإخفاء القسري والتعذيب والتحرش الجنسي، وإلحاق الضرر بالحضور والمتابعين لهذه الاحتجاجات، قد ثبتت دون أدنى شك.

وطالبت هذه المحكمة بعقد جلسة محاكمة بحضور المرشد علي خامنئي ورئیس الجمهورية السابق حسن روحاني ورئيس السلطة القضائية آنذاك إبراهيم رئيسي، وأمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني.

واستمعت محكمة نوفمبر الشعبية الدولية، التي تشكلت رداً على لامبالاة المجتمع الدولي تجاه الجرائم ضد المتظاهرين وغيرهم في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، إلى شهادة أكثر من 50 شاهداً شهدوا شخصياً أو عبر الإنترنت في جلستي استماع، وكتابياً استلمت شهادات حوالي 200 شخص آخرين.

وكان من بين هؤلاء الشهود أسر الضحايا، ومتظاهرين من عدة مدن، وطواقم طبية، وضباط شرطة، وسلطات قضائية، وأفراد من الحرس الثوري الإيراني، والباسيج.

 

قطع الإنترنت يهدد بانهيار 400 ألف مهنة وبطالة مليون شخص

فيما حذرت "هيئة التجارة الإلكترونية"، في طهران، من انهيار جديد في سوق العمل، وانهيار 400 ألف مهنة، وفقدان مليون شخص لوظائفهم جراء قطع شبكة الإنترنت.

واحتجت الهيئة على أوضاع شبكة الإنترنت والقيود المفروضة من السلطات على شبكات التواصل، إثر أحدث موجة احتجاجات تضرب البلاد منذ نحو أسبوعين.

وقالت الهيئة في بيان عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام أن "حجب شبكات التواصل الاجتماعي والمواجهة القاسية مع مستخدمي الإنترنت وعشرات القرارات الخاطئة، لم تطَلْ جذور التجارة الإلكترونية فحسب، إنما تتسبب في موجة من الاستياء بين العاملين في الشركات والمؤسسات النشطة في مجال التكنولوجيا، ما تسبب في إضراب بعض من العاملين في هذه الشركات".

وأضافت "حجب (إنستغرام) يعرض 400 ألف مهنة للانهيار، ويهدد معاش مليون شخص".

وفرضت السلطات قيوداً على الاتصال بالإنترنت في عدة محافظات، من دون قطع الشبكة تماماً، وفقاً لـ "مرصد نتبلوكس لمراقبة انقطاعات الإنترنت على (تويتر)"، ومصادر في إيران، للحد من تدفق المعلومات ونشر مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.