'على حكومة دمشق بناء سوريا ديمقراطية لامركزية'
نظمت المبادرة الشعبية وقفة احتجاجية في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، رفضاً للحوار الوطني السوري الذي عُقد مؤخراً برعاية الحكومة المؤقتة، الذي لم يحقق الهدف المنشود منه إلى جانب استبعاد العديد من المكونات السياسية والاجتماعية في البلاد.

قامشلو ـ استنكر المشاركون في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها المبادرة الشعبية في مدينة قامشلو، استبعاد الكرد والمكونات السياسية، لافتين إلى أن هذا الاستبعاد يأتي دون أي ضمانات تقدمها دمشق لحماية حقوق الكرد في سوريا الجديدة.
أُلقي خلال الوقفة بياناً إلى الرأي العام اليوم الخميس 27 شباط/فباير، رداً على الحوار الوطني السوري، مطالبين الحكومة المؤقتة لعقد حوار سوري حقيقي بمشاركة جميع المكونات السورية، لرسم وبناء سوريا المستقبل وسوريا ديمقراطية لامركزية.
وجاء في نص البيان "في استمرارية لسياسة اقصاء ذهنية التهميش التي عانى منها الشعب السوري بجميع مكوناته، خلال عقود من سلطة النظام البعثي البائد، والذي مارس كافة أشكال الاستبداد والمركزية والظلم والتي تسببت بالويلات للشعب السوري، ولكن سوريا اليوم وبعد سقوط نظام الدكتاتور، مازالت هذه العقلية الاقصائية والتهميش لإرادة الشعب السوري بجميع مكوناته قائمة من خلال ما تنتهجه إدارة تصريف الأعمال الحالية في دمشق، وبعيدةً عن أهداف الثورة السورية والتي مرت عليها ١٤ عاماً".
وأضاف البيان "من خلال ما قامت به من تشكيل لجنة تحضيرية لما سمته بمؤتمر الحوار الوطني، وعقد هذا المؤتمر دون مشاركة المكونات السورية في التحضير والنقاش والحضور واقصاء الممثلين الحقيقيين لجميع المكونات والقوة السياسية وتنظيمات المرأة والشبيبة والفعاليات المجتمعية، والاكتفاء بالاجتماع مع بعض الشخصيات التي تمثل طيفاً واحد، وإصدار مخرجات بعيدة كل البعد عن طموحات الشعب السوري وتضحياته في المشاركة الحقيقية للمكونات السورية في رسم ملامح سوريا الجديدة، والمشاركة في بناء سوريا ديمقراطية تعددية تمثل إرادة جميع السوريين، وتضمن حقوقهم في ظل دستورا ديمقراطي وتكون نهاية لعهد الاستبداد والاقصاء والمركزية".
كما أوضح البيان أن "عقد هكذا مؤتمر وانتهاج هذه الخطابات، ماهي إلا استمرار لنهج والعقلية المركزية وإنكار المكونات في الحوارات الوطنية، وأن الاستمرار بها تعمق الأزمات ولن تجلب حلولاً وستكون الفشل نتيجتها والاتجاه نحو الفوضى، وهذا ما يخدم مصالح الدول الإقليمية وعلى رأسها دولة الاحتلال التركي".
واستنكر البيان أننا شعوب إقليم شمال وشرق سوريا بجميع مكوناته كرداً وعرباً وسرياناً آشوراً كلداناً وأرمناً وتركماناً وشيشاناً وشركساً، مسلمين ومسيحيين والإيزيديين نستنكر هذه السياسات الإقصائية، وعقد هكذا مؤتمر للحوار وكل ما مخض عنه من مخرجات، نؤكد بأننا غير معنيين وغير ملتزمين بها ولا تمثل إرادتنا في ظل الاقصاء والتهميش الممنهج للمكونات والقوى السياسية الفاعلة، كما نؤكد بأن هذه الحوارات والاجتماعات بتلك النموذج والتقاربات لن تخدم مصلحة الشعب السوري ولا تلبي طموحاته".
وتابع البيان "نحن في إقليم شمال وشرق سوريا بجميع مكوناته، قدمنا تضحيات كبيرة من بناتنا وأبناءنا في قوات سوريا الديمقراطية، في سبيل تحرير مناطقنا وشعبنا من الإرهاب ونظام الاستبداد والاحتلال التركي، ودفاعاً عن الأرض السورية ومقدراتها، وأسسنا معاً بإرادتنا الحرة إدارتنا الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، وإداراتها الذاتية في مقاطعاتها السبع هذه الإدارة التي تحقق الحرية والعدالة والمساواة، ونظام ديمقراطي يتجسد فيه إرادة جميع المكونات، وأفراداً وجماعة وفق عقد اجتماعي تحقق العدالة الاجتماعية".
وفي ختامه، دعا البيان جميع السوريين من جميع المكونات وقواها السياسية والمجتمعية والإدارة الحالية في دمشق "إلى التوجه نحو حوار سوري حقيقي بمشاركة جميع المكونات السورية، في رسم وبناء سوريا المستقبل، سوريا ديمقراطية لامركزية والاستفادة من هذه التجربة الديمقراطية، التي تلبي طموح جميع السوريين والتمسك بقيم الحياة الحرة الكريمة، والانتهاء من عهد الانكار والاقصاء والتخلص من كافة أشكال التعصب على أساس أخوة الشعوب والعيش المشترك سوريا تكون لجميع السوريين".