دعوة لإضراب عام وسجينات سجن إيفين تعلن ضم صوتهن للانتفاضة

شاركت الفئة الشابة بشكل كبير في الاحتجاجات الإيرانية مما يؤكد نشوء جيل جديد من المحتجين، كما ضمت سجينات سجن إيفين صوتهن للانتفاضة.

مركز الأخبار ـ كشفت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن عدد الضحايا في أعمال القمع خلال الأسبوعين الماضيين وصل إلى 133 شخصاً، كما يستمر التضييق على الاحتجاجات وتم اعتقال الناشطة الحقوقية سارا شمسايي ونقلها إلى سجن إيفين.

 

اكثر من 144 ضحية

أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية عبر تقرير أن عدد الضحايا أعمال القمع خلال الأسبوعين الماضيين وصل إلى أكثر من 144 شخصاً.

من جهتها نشرت "حملة النشطاء البلوش" أسماء 41 شخصاً قتلوا في احتجاجات زاهدان في المجزرة التي حدثت في المدينة بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر عندما هاجم عناصر الأمن تجمع نظم بعد صلاة الجمعة احتجاجاً على اعتداء قائد شرطة تشابهار على فتاة من البلوش، وقد قُتل وجُرح العشرات من المتظاهرين في ذلك الوقت.

والبلوش هي إحدى القوميات التي تسكن بين باكستان وإيران وأفغانستان في إقليم بلوشستان ويتعرضون للقمع والإفقار والتهميش من قبل النظام الإيراني.

ووفقاً لتقرير حملة النشطاء البلوش، أصيب 197 شخصاً جراء إطلاق الرصاص الحي من قبل الأمن على المحتجين/ات من بينهم "160 شخصاً أصيبوا بالرصاص الحي والبقية برصاص الصيد". وأكد التقرير على ضرورة محاسبة النظام الإيراني كونه ارتكب "جرائم ضد الإنسانية".

 

تضامن السجينات السياسيات مع الانتفاضة

فيما أصدرت مجموعة من السجينات السياسيات في سجن إيفين بياناً لدعم الانتفاضة في جميع أنحاء إيران وشرق كردستان، وأعلن أنهن ترفضن أعمال القتل والعنف واعتقال وتعذيب المتظاهرين على نطاق واسع وتدعمن الإضرابات، وقلن إن إضرابهن سيكون خلف القضبان.

وجاء في البيان "يصعب سماع صراخ احتجاج الناس من خلف جدران السجن العالية والباردة، وسفك دماء شباب وطلاب أرضنا واعتقال المتظاهرين. نأمل أن تسقط هذه الجدران، وفي حال حصولنا على حريتنا سنكون بلا شك وسط موجة قوية وصاخبة من الاحتجاجات لنساند المضطهدين، من أجل النساء، والشباب والطلاب، والعمال والمعلمين والمعارضين، والأقليات وحتى الموتى لتحقيق الحرية والعدالة".

 

حرب إعلامية

بالمقابل تعمل السلطات الإيرانية على ربط الاحتجاجات بالخارج وقد انتزعت من المعتقلين تحت التعذيب اعترافات تفيد صلتهم بأطراف خارجية حيث واظب على نشر فيديوهات لاعترافات المعتقلين ونشرها عبر وسائل إعلامه، دون أن يقدم النظام أي دليل ملموس غير ذلك عن أي ما يصفها بـ "المؤامرة الخارجية".

 

إضراب متواصل

من جهتهم واصل طلاب/ات الجامعات في إيران احتجاجاتهم، وألقت القوات الأمنية القبض على ما بين 30 إلى 40 طالباً من جامعة شريف للتكنولوجيا، وقد ارتدى عناصر الأمن ملابس مدنية للإيقاع بالطلاب وضربوا الطلاب، واعتدوا على أساتذة الجامعة كما تم إطلاق الرصاص الحي على الطلاب.

وهتف طلاب جامعة "بهشتي" في العاصمة طهران "لا تصفوا خروجنا بالاحتجاج فقد أصبح ثورة"، وذلك ما أكد عليه طلاب جامعة رازي بمحافظة كرمانشاه غربي إيران، حيث رددوا "لا تظنوا الاحتجاجات ستنتهي موعدنا كل يوم".

واستمرت الاحتجاجات في جامعات "أصفهان، ومشهد، وكرمانشاه، وطهران الحرة، وشيراز، وبابلسر". وأظهرت مقاطع فيديو طالبات مدارس تخلعن الحجاب وتنزلن صور خامنئي والخميني من جدران الفصل الدراسي.

وانطلقت مظاهرات ليلية في العاصمة طهران مساء الأحد 2 تشرين الأول/أكتوبر، وهتف المتظاهرون/ات ضد المرشد علي خامنئي، كما خرج المتظاهرون في شارع شريعتي بطهران في مظاهرات ليلية.

 

جيل جديد من المحتجين

أعلنت السلطات ووسائل الإعلام الإيرانية خلال الأيام الماضية أن معظم المتظاهرين/ات تقل أعمارهم عن 25 عاماً. واعترف القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي، بالوجود الواسع للشباب في الاحتجاجات على مستوى البلاد، وقال أمس الأحد مهدداً الشباب "نقول لشبابنا الأعزاء، عندما تأتي إلى الشارع، انظر خلفك لأن الطريق الذي تسلكه لا يصل إلا إلى قلة من الناس".

فيما قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، محمد حسين باقري إن "منظماتنا الطلابية يجب ألا تكون مسيسة أو حزبية أو منقسمة"، في دعوى مبطنة لحثهم على عدم المشاركة في المظاهرات وربط هذا الحراك بمزاعم المؤامرة الخارجية.

 

دعوة للإضراب العام

كما أصدر 410 مثقف/ـة إيراني بياناً طالبوا فيه أن تنضم مختلف فئات المجتمع إلى الإضرابات لتقليل تكلفة احتجاجات الشوارع، ولدعم الجيل الجديد من المحتجين.

وطالب البيان القادة والقوى القادرة على التنظيم الاجتماعي، مثل المعلمين، والعمال، والمحامين، والشخصيات الثقافية، والفنية، والأكاديمية، والإعلامية، والرياضية، في إيران والرأي العام إلى العصيان المدني والإضراب وتنظيمه ومنع اقتصار هذه الانتفاضة على احتجاجات الشوارع فقط.