'اليوم العالمي للمرأة تحول إلى وسام للمرأة بفضل منجزاتها التاريخية'
تطور واقع المرأة في شمال وشرق سوريا خلال سنوات قليلة، فبأقل من عشر سنوات حصلت المرأة على معظم حقوقها، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة تحتفل بأبرز الإنجازات التي قدمتها على كافة الأصعدة
عذراء السعدو
كوباني ـ .
بعد اندلاع ثورة روج آفا في التاسع عشر من تموز/يوليو 2012، التي عُرفت بثورة المرأة، استطاعت النساء من كافة المكونات الانخراط في جميع الأصعدة الحياتية والعملية، مؤكدات على دورهن الريادي في قيادة المجتمع وتطويره نحو الارتقاء، وتجاوزن جميع الضغوطات والقيود التي كانت تعيق طريقهن، وتمكن من تحقيق العديد من الإنجازات والمكتسبات الثورية، وصمدن بكل عزيمة أمام القوى التي تحاول طمس هويتهن وتهميش دورهن.
وحول يوم المرأة العالمي تقول عضوة منسقية مؤتمر ستار في إقليم الفرات روشن حاجم "أبارك اليوم العالمي للمرأة على جميع النساء اللواتي ناضلن من أجل أن يتحول هذ اليوم إلى وسام للمرأة بفضل منجزاتها التاريخية، منذ عام 2014، تحولت مدينة كوباني إلى ساحة لنضال المرأة، قاومت المرأة على هذه الأرض بكل بسالة ضد مرتزقة داعش".
وأوضحت روشن حاجم أن المرأة من خلال وحداتها العسكرية وعملياتها الفدائية صعدت من وتيرة النضال في وجه الإرهاب "بعد تحرير مناطق شمال وشرق سوريا من الإرهاب تمكنت المرأة من إدارة عجلة مصيرها، وانخرطت في كافة المجالات، ووضعت بصمتها الخاصة في مختلف الأصعدة لتُحقق إنجازات هامة للمرأة والمجتمع".
وتأسست وحدات حماية المرأة في الـ4 من نيسان/أبريل عام 2013، لتُشكل بدورها التنظيمي والعسكري قوة رادعة في وجه كل من يسعى للقضاء على هوية المرأة والشعب، وشاركت ولاتزال في جميع المعارك بكل قوة، آخذة على عاتقها حماية كافة مكونات المنطقة.
وعن إرادة المرأة الحرة، أكدت روشن حاجم أن "المرأة تمكنت من تحطيم قوقعتها ومعرفة تاريخها ولهذا بات يُنظر إليها على أنها خطر محدق على الذهنيات السلطوية التي عملت لقرون على طمس هويتها، ولهذا شهدنا كيف مارست تركيا القمع والترهيب بحق النساء، فلم تتوانى الأجندات الإرهابية عن العمل على كبت المرأة ووضع العوائق والتحديات في وجهها، واستهدفت تركيا المناضلة هفرين خلف صوت المرأة السياسية والحرة التي سعت إلى إحلال الحرية والديمقراطية، واغتالتها على الطريق الدولي في الـ12 تشرين الأول/اكتوبر عام 2019، ولعل هذا الاستهداف خير مثال على ذهنيتها القمعية والعنهجية".
وأبدت وحدات حماية المرأة "YPJ" مقاومة بطولية عام 2014 بعد هجوم مرتزقة داعش على مدينة كوباني، ونفذت عمليات فدائية فذة لرد الهجمات، مُسطرة أروع الملاحم ومنها عملية المقاتلة ريفان روج آفا في الريف الجنوبي بقرية كولميت في الـ 27 من أيلول/سبتمبر 2014، إضافة إلى عملية المناضلة آرين ميركان بمشتل نور في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر 2014.
وبشأن جرائم الاحتلال التركي المتكررة بحق المرأة، أكدت روشن حاجم أن "تركيا استهدفت المرأة المقاتلة بشكل منافي للإنسانية، وامتدت الاذرع إلى الأمهات بشخص الشهيدة الأم عقيدة، لن ننسى أن نذكر مجزرة حلنج، واستهداف الأم أمينة في منزلها، إضافة للناشطات في الحركات النسوية أمثال زهرة بركل وهبون ملا خليل".
ومجازر الاحتلال التركي ومرتزقته لم تتوقف، إذ استهدف الأم عقيدة في الـ13من تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، أثناء توجهها إلى مدينة سري كانيه/رأس العين في قافلة لدعم مقاومة الكرامة، بينما المناضلات الثلاث زهرة بركل، هبون ملا خليل، والأم أمينة قتلن في الـ 23 من حزيران/يونيو عام 2020 في قرية حلنج بكوباني بطائرة مُسيرة.
ولفتت روشن حاجم النظر إلى أن تركيا لم تتوقف عند هذا الحد، ولم تستهدف المرأة الكردية فقط، بل إن جرائمها الوحشية أسفرت عن مقتل العديد من النساء العربيات "استهدفت مرتزقة داعش المرأة العربية أيضاً، وبرز هذا الاستهداف من خلال قتل الإداريتين سعدة الهرماس وهند الخضير، إذ تم اغتيالهن بغرض بث الرعب في قلوب النساء ومنعهن من انتهاج درب الحرية".
كما وأقدمت مرتزقة داعش في الـ 23 من كانون الثاني/يناير عام 2021، على خطف الإداريتين هند لطيف الخضير وسعدة الهرماس في ناحية الدشيشة التابعة لمقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا، واغتيالهما رمياً بالرصاص، فيما ألقت قوات سوريا الديمقراطية القبض على مرتكبي هذه المجزرة.
وذكرت روشن حاجم أن كل امرأة حرة، باتت تعلم أنها في طريق نضالها المستميت، ستواجه المعوقات والضغوطات، وربما تفقد حياتها في سبيل قضيتها، إلا أن جميع هذه المعوقات لم تمنع النساء من مواصلة طريقهن "إن خسارتنا لنساء مناضلات أمر جلل، إلا أننا كلما قدمنا شهيدة، تجد آلاف النساء يتوافدن للسير على دربها".
وعاهدت روشن حاجم جميع النساء اللواتي سقطن شهيدات ليعلوا صوت قضية الحرية، مؤكدة على أن إرادة المرأة لا تزال قوية ولن تستطيع القوى الرأسمالية كبت صوتها.