التأثيرات الصحية والنفسية والحماية القانونية على المرأة الليبية في زمن كورونا

قدم مركز وشم لدراسات المرأة في مدينة بنغازي بليبيا مشروعاً علمياً مع نخبة من المتخصصين في المجالات "الصحية، النفسية، الاجتماعية، القانونية" على شكل سلسلة من الندوات لشهر آذار/مارس

ابتسام اغفير 
بنغازي ـ .  
افتتح المشروع الذي قدمه مركز وشم لدراسات المرأة بالجلسة العلمية الأولى، مساء السبت 13 آذار/مارس بمقر الجامعة الدولية الليبية والتي جاءت تحت عنوان "تأثير الكوفيد على صحة المرأة الجسمانية والنفسية والحماية القانونية".
وتناولت الجلسة الأولى ثلاثة محاور رئيسية حيث تحدثت كل من الدكتورة هالة الأطرش حول الحماية القانونية المقررة للمرأة في النظام الصحي، وتطرقت الدكتورة آمينة الصيد إلى الجانب الصحي من خلال الحديث عن تأثير كورونا على المصابات بسرطان الثدي، فيما تناول الجانب النفسي الأستاذة سعاد المجبري إذ تحدثت عن الضغوطات النفسية الناجمة عن كورونا وأثرها على الصحة النفسية للمرأة.  
وتحدثت كل من رئيسة مركز وشم عبير امنينة، والأخصائية النفسية سعاد المجبري، وأخصائية طب المجتمع الدكتورة أمينة الصيد لوكالتنا وكالة أنباء المرأة عن مشاركتهنَّ في الندوة.
الندوة ضمن سلسلة مترابطة من الندوات
عن فكرة انطلاق المشروع والهدف منه قالت رئيسة مركز وشم لدراسات المرأة الدكتورة عبير امنينة "هذا اللقاء الأول للمركز، وهو لقاء ضمن سلسلة مترابطة تتعلق ببحث تأثير كوفيد ـ19 على المرأة بشكل عام، سواء على الجانب الصحي أو القانوني أو الاجتماعي أو النفسي أو الاقتصادي. 
وأشارت إلى أن جلسة الافتتاح ركزت على الجانب الصحي الذي تأمل من خلاله أن تكون هناك إجابة على الكثير من الأسئلة المتعلقة بتأثير انتشار الوباء على صحة النساء، خاصة اللواتي يعانينَّ من أمراض مزمنة، أو حتى أولئك اللاتي يتمتعنَّ بصحة جيدة "أتمنى من خلال هذا اللقاء أن يكون تم توضيحها للحضور والمهتمين، والتركيز على أهمية أن يتخذ الإنسان الاحترازات الكافية للوقاية من هذا الوباء، الذي لديه تأثيرات كبيرة جداً، سواء على الصحة النفسية أو الجسدية، كما أن لديه ارتداد واضح جداً على الجانب الاقتصادي".
وأضافت عبير امنينة بأنه "من خلال هذه اللقاءات سيتم تناول أهم السياسات الصحية، وإذا ما كانت هناك تشريعات منظمة للعمل الصحي للمرأة في زمن الأوبئة"، مشيرةً "لدينا الكثير من المهتمين والمختصين بهذا الموضوع، لذا رأينا أن نستضيفهم في هذا اللقاء للتوضيح بشكل أكبر".
هناك كثير من النساء فقدنَّ أعمالهنَّ زمن الجائحة
أما عن اللقاءات القادمة للمركز ضمن سلسلة المشروع العلمي فقالت "ستكون اللقاءات القادمة عن المرأة أيضاً، سنتطرق للجانب القانوني، وعلى مدى سير قضايا النساء هل تأثرت؟ هل تغيرت؟ فكثير من القضايا أثرت على وضع النساء، فضلاً عن الجانب الاقتصادي المهم جداً فيما يتعلق بارتدادات كوفيد ـ19 على النساء، لأن هناك كثير من النساء فقدنَّ أعمالهنَّ".
ونوهت إلى أن التأثير ليس سلبياً دائماً بحسب دراسة قام بها المركز، "نجد أن كثير من النساء نجحنَّ في فتح مشاريع من خلال الاقتصاد المنزلي، أو من خلال مجموعة من المشاريع الجانبية، أو المشاريع الموازية التي قمنَّ من خلالها بتقديم الخدمات الإنتاجية لمشروعات معينة، أو منتوجات معينة، استطعنَّ من خلالها أن يقدمنَّ العون لهنَّ ولأسرهنَّ، كبديل لفقدان عمل خاص أثناء جائحة كورونا".   
البيوت الآمنة تخفف الضغوطات النفسية على المرأة
تقول الأخصائية النفسية بمستشفى الأمراض النفسية بنغازي الأستاذة سعاد المجبري "المرأة تتعرض لضغوطات نفسية كبيرة خلال فترة الجائحة، سواء أكانت هذه المرأة عاملة، أم ربة منزل، حيث زادت هذه الضغوطات بشكل كبير نتيجة لعدم قناعة الطرف الآخر سواء أكان بيت الزوجية، أو بيت الأسرة بما تقدمه المرأة في فترة الجائحة، خاصة وأن كثير من النساء فقدنَّ مصدر دخلهنَّ من الأعمال الخاصة، مما انعكس سلباً على المحيط الأسري والمجتمعي".
وأكدت على أن "نسبة العنف الأسري زادت مع الجائحة نتيجة للتوتر والقلق الذي يمر به الجميع، ولكن المرأة هي من تتعرض لكمية أكبر من هذه الضغوطات لأنها هي أساس المنزل"، مضيفة "لاحظنا من خلال الحالات التي تتردد على العيادة أن حالات الإصابة بالقلق والتوتر تتزايد لدى النساء، وفي أحيان كثيرة تصاب بعضهنَّ بالاضطرابات المزاجية، بسبب الضغوطات النفسية التي يتعرضنَّ لها، كذلك إصابتهنَّ بالمرض النفسي الجسماني الذي ارتبط باضطرابات في النوم، وفي الأكل، وأمراض القولون".
وتوضح سعاد المجبري أن "المرأة هي الأساس والعمود الذي نعتمد عليه في الإدارة سواء كان في مجتمعنا أو أسرتنا، ومن المفترض بنا محاولة التخفيف عنها من الأعباء والضغوط، حتى تكون قادرة على العطاء وعلى الإنجاز، ويتم ذلك من خلال نشر الوعي المجتمعي، وإنشاء مراكز الدعم النفسي، والاجتماعي لزيادة التوعية، وضرورة وجود البيوت الآمنة التي تخفف من الصعوبات والضغوطات". 
سرطان الثدي الأكثر شيوعاً وتأثراً بالجائحة
تقول أخصائية طب المجتمع الدكتورة أمينة الصيد "إن أثر كوفيد ـ19 على صحة المرأة كبير خاصة تلك المصابة بسرطان الثدي، لأن سرطان الثدي يعتبر من السرطانات الأولى والأكثر شيوعاً، حيث كان يتصارع مع سرطان الرئة، ولكن في السنوات الأخيرة بدأ يتغلب على سرطان الرئة، ويصبح هو الأكثر شيوعاً في العالم"، مضيفة "نحن نحاول توعية السيدات بأن الكشف المبكر عن سرطان الثدي سوف يزيد من نسب الشفاء حتى 100 بالمئة، فالتوعية والكشف المبكر ينقص العبء الاقتصادي على الدول، والتكاليف المادية على المريضة المصابة"، مشيرةً إلى دراسة قامت بها منظمة مهتمة بسرطان الثدي، تتحدث عن كيفية تأثير الجائحة على عدم الاهتمام بمرضى سرطان الثدي، لأن العالم انشغل بجائحة كورونا والخوف من الإصابة بالعدوى، فأصبح أي مرض آخر سواء خاص بالنساء أو الرجال يتأخر الاهتمام به.
يذكر أن مركز وشم لدراسات المرأة كان قد تأسس بمدينة بنغازي في عام 2019، وتم الإعلان عنه هذا العام، ليصبح أول مركز من نوعه يهتم بالمرأة وقضايا النوع الاجتماعي "الجندر"، ويعد المكان الوحيد المتخصص في مجال الدراسات المتعلقة بالمرأة.