أكاديميات التعليم البوابة الرئيسية للنهوض بثورة المرأة

تتجه نساء إقليم شمال وشرق سوريا إلى الأكاديميات التعليمية من أجل النهوض بثورتهن النسوية وتتويجها بالنجاح، وتواصل أكاديميات التعليم المستقلة عملها من أجل ضم المرأة الرائدة إلى أعمالها.

برجم جودي

كوباني ـ مؤتمر ستار هو أحد المنظمات الرائدة والرئيسية في ثورة روج آفا، وتمكن على مدى سنوات من عمله على تطوير النساء في كل المجالات من خلال بنوده وتطويرهن لقيادة مجتمعهن.

تولت لجنة التعليم في مؤتمر ستار، التي تنظم نفسها في إطار الأكاديميات المستقلة، مهمة تعليم وتثقيف المرأة وتطويرها. وافتتحت أكاديمية الشهيدة شيلان باقي في حزيران/يونيو 2018 في مدينة كوباني بمقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا، فالأكاديمية التي افتتحت احتضنت آلاف النساء منذ ذلك الحين وأصبحت مصدراً للتطور.

 

"الأكاديميات مظلة العلم والتعليم"

أكدت المتحدثة الرسمية باسم أكاديمية الشهيدة شيلان فريال تمي على أهمية ومعنى نظام الأكاديمية "افتتحت أكاديميتنا في حزيران 2018، والأكاديمية نظام مؤسساتي تم إنشاؤها بغرض البناء والتطوير والتدريب على أسس علمية وعقائدية، وعلى هذا الأساس تم إنشاء منظومة من الأكاديميات في عموم إقليم شمال وشرق سوريا، والتي تتولى مهمة تغيير الوعي وبناء الشخصيات، وفي هذا السياق، تم إنشاء أكاديمية الشهيدة شيلان على مستوى مقاطعة الفرات للنساء الكرد والعرب، حيث تتجمع النساء وتتلقين التدريب وتطورن من أنفسهن في كافة المجالات"، مضيفةً "نفتح الدورات التدريبية والتثقيفية حسب الظروف، فهي مفتوحة أحياناً ومغلقة أحياناً أخرى، وعلى الرغم من الأوضاع التي تعيشها المنطقة والتي تواجه دائماً تهديدات وقصفاً من قبل الدولة التركية، إلا أننا لا نهمل نظامنا التعليمي".

 

"المواد المقدمة هي الحل لجميع المشاكل والصراعات"

وأشارت إلى الدروس والمواد التي يتم تقديمها وأهميتها "نحن كأكاديمية، قمنا بتحديد خط الفكر والإيدلوجية والمواد الخاصة بنا، ونعتمد على فكر وإيدلوجية القائد آبو، وهناك العديد من وجهات النظر والتقييمات والآراء حول تحديد المشكلات وكيفية حلها، وبحسب المشاركين في الدورات، يتم إعداد المواد، وهناك مواد خاصة بالشابات، كما أن الوضع يتغير على مستوى الرؤساء المشتركين والعمال والوطنيين وأفراد المجتمع، لكن بشكل عام، التعليم وأهميته، تاريخ كردستان وتاريخ المرأة، التمييز الجنسي، حقيقة القائد أوجلان، الجنولوجي، حرب الشعب الثورية، الحرب الخاصة، الدفاع عن النفس، الأساليب، النقد والانتقاد وعشرات المواضيع الأخرى تدرس وتقدم في الدورات حسب الحاجة".

وفي الأكاديمية، يتم تدريب وتثقيف النساء بشكل رئيسي، ويتم فتح دورات خاصة للرجال وقالت فريال تمي "بالنسبة للنساء اللواتي قتلن في براثن نظام دولة الرجل منذ آلاف السنين وابتعدن عن واقعهن، يمكن القول إنهن موجودات جسدياً فقط، ليس لهن أي حضور روحي أو فكري، فإن التعليم هو البوابة والفرصة، وبفضل ذلك، يمكنهم مرة أخرى البحث عن وجودهم"، لافتة إلى أنه "كأكاديمية، قمنا بفتح دورتين تدريبيتين للرجال، هدفنا في تلك التدريبات هو تغيير عقلية الرجل من خلال وجهة نظر المرأة ووعيها وقيادتها، لذلك ركزنا في الدورة على دروس التعايش الحر وكذلك تاريخ المرأة وواقعها ونضالها".

 

"نحن مسؤولون عن ثورة المرأة"

وفي نهاية حديثها أكدت أنهم سيحققون النجاح في مسؤولياتهم تجاه ثورة المرأة "كما هو معروف، منذ عدة سنوات ونحن نناضل ضمن ثورة المرأة التي تعتمد على فلسفة "Jin Jiyan Azadî"، وفي هذا الصدد، فإننا كلجان تعليمية وأكاديميات لدينا مسؤولية وواجب تجاه ثورة المرأة، ونؤمن بأننا سنكون قادرين على لعب دور في ضمان هذه الثورة وزيادة إنجازاتها وملء محتواها على المستوى الرائد، الثورة التي نقول إن المرأة تقودها، يجب أن تتمتع تلك النساء بالمثابرة والمبادرة والأدوار القيادية والمسؤوليات. وهنا نحن نقوم بهذا الواجب، في الواقع لابد أن نكون قادرين على إعداد الكوادر لتمثيل هذه الثورة. ولهذا السبب، نحن كنساء، واثقون من قوتنا وإرادتنا، ونعلم أننا سنعزز أرضية ثورتنا من خلال هذا الاتحاد، ونحقق إنجازات أكبر وأثمن".

 

"سنضمن ثورتنا من خلال التعليم الذاتي"

من جانبا قالت زينب مامو التي تتلقى التدريب حالياً في الأكاديمية "هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في مثل هذا التدريب، كانت رغبتي هي الحصول على تعليم أيديولوجي وتطوير أفكاري وإثرائها، وللتعليم والتثقيف أهمية كبيرة في حياة الإنسان، فهو أهم من الغذاء والمياه. ولذلك لا ينبغي أن يتم التطوير في إطار الأكاديميات فحسب، على العكس من ذلك، بل يجب فعل ذلك خلال كل فرصة في المنزل وفي العمل وخاصة بالنسبة للنساء، فإن الدورات التي تفتتح هي فرصة للتحرر من كل القيود".

وأوضحت "لقد قام المجتمع ببناء هذه القيود والحواجز أمامنا لسنوات، خاصة في عملية الثورة النسائية هذه، من الضروري للغاية أن نبني شخصياتنا من جميع الجوانب ونحسن أنفسنا. الثورة لنا، والنظام يسير بقيادتنا، ونقول إن هذا القرن هو قرن المرأة لا يوجد شيء أكثر أهمية من هذه الفترة بالنسبة لنا لنكون جزءاً من هذا النجاح".