'تظهر شخصية المرأة بقوة في جلسات الصلح لمجالس وجهاء وشيوخ العشائر'

المرأة بطبيعتها لا تتعدى على حقوق أي شخص وتسعى لتحقيق العدالة وفقاً للحقيقة، كما تستخدم النساء قلبهن وعقلهن في إقامة العدل

تحدثت عضوة لجنة الصلح في مجلس ناحية تل تمر عليا أوكلو عن أهمية عمل اللجنة، وأشارت إلى أن كل من لجنة الصلح ودار المرأة ومحكمة العدالة الاجتماعية تلعب دوراً مهماً في حل القضايا العامة وتكمل بعضها البعض. كما أن التوازن يتمثل في العدالة التي تديرها المرأة. وقد تم حل 3990 قضية في السنوات الثلاث الماضية.

سوركل شيخو

الحسكة ـ المرأة بطبيعتها لا تتعدى على حقوق أي شخص وتسعى لتحقيق العدالة وفقاً للحقيقة، كما تستخدم النساء قلبهن وعقلهن في إقامة العدل، على عكس النظام الذي يقول إن المرأة لا يمكن أن ترى الحقيقة بسبب عاطفتها الزائدة، أي أنها لا تستطيع تحقيق وإقامة العدالة. وكما هو معروف في سوريا، فإن حل القضايا أو المشاكل كان من مهام شيوخ العشائر الذين كانوا جميعاً من الرجال دون أن يكون من بينهم امرأة. لكن في ثورة 19 تموز/يوليو عام 2012 التي امتدت لاحقاً إلى شمال وشرق سوريا، تغير هذا الأمر وأصبحنا نرى طابع ولون المرأة ومعرفتها ومواقفها عند زيارة أهالي الضحايا للتوصل إلى اتفاق وتحقيق الصلح. تأسست لجنة الصلح في مجلس ناحية تل تمر في عام 2012. ولمعرفة المزيد عن عمل هذه اللجنة في منطقة تل تمر التابعة لمقاطعة الحسكة في شمال وشرق سوريا، كانت لوكالتنا لقاءً مع عضوة لجنة الصلح في مجلس الناحية عليا أوكلو.

 

"لجنة الصلح ودار المرأة ومحكمة العدل يكملون بعضهم البعض في إيجاد الحلول"

عن مهام وعمل اللجنة تقول عليا أوكلو "لقد انضممت إلى هذه اللجنة منذ ما يقارب عام ونصف، لكن تأسيس اللجنة يعود إلى عام 2012. ومهمة هذه اللجنة هي التعامل مع مشاكل وقضايا الشعب. كما أن لجنة الصلح ودار المرأة ومحكمة العدل الاجتماعي يعملون بالتنسيق معاً لأننا نكمل بعضنا البعض، وإذا كانت إحدى هذه المؤسسات ضعيفة فهي تؤثر على الأخرى. نعمل ليل نهار بلا كلل لحل مشاكل الناس. في نفس الوقت، لا يقتصر عملنا داخل مكتبنا فقط، بل نعمل أيضاً في الخارج، حيث نتعامل مع قضايا القتل ووجهاء العشائر. كما نعمل بالتنسيق مع دار المرأة على حل قضايا الأزواج والصلح بينهم".

 

"نحاول حل المشاكل سلمياً قبل وصولها إلى المحاكم"

أوضحت عليا أوكلو أنه لا يتم حل كل القضايا في لجنة الصلح، "لا يتم حل كل قضية هنا وخاصة حالات الاحتيال والخداع. فبعد المحاولات إذا لم نستطع حل مثل هذه القضايا، نرسلها إلى محكمة العدل الاجتماعي لتقوم هي بالتعامل معها. ولكن بقدر ما نستطيع نحاول التوصل إلى المصالحة، لأن الصلح هو الحل الأفضل. معظم القضايا التي تعرض على اللجنة تكون بخصوص الأموال والزراعة والاختلاس والابتزاز والتزوير والغش. وإذا وردت إلينا حالة خاصة بالنساء نرسلها إلى دار المرأة على الفور لأنهم يتعاملون مع مثل هذه القضايا عن كثب. وكي لا تصل إلى المحاكم نحاول حل القضايا سلمياً".

 

"لقد تلقينا 3990 قضية خلال 3 سنوات"

أشارت عليا أوكلو إلى أنهم تلقوا 3990 قضية في السنوات الثلاث الماضية، "بسبب ارتباط الوضع السياسي بالوضع الاقتصادي، والحصار المفروض على شمال وشرق سوريا تراجع الوضع الاقتصادي للسكان بشكل ملحوظ. ونتيجة لذلك ازدادت حالات الاحتيال والغش وحالات الاعتداء والكثير من القضايا الأخرى. فقد تبين من خلال التقرير الذي قمنا بإعداده في بداية عام 2022 أننا تلقينا 3990 قضية. قمنا بحل 1002 قضية منها في اللجنة وأحيلت القضايا الأخرى إلى محكمة العدل".

 

"تتعرض النساء الآشوريات أيضاً للعنف"

لفتت عليا أوكلو الانتباه إلى حل مشاكل النساء الآشوريات "لا يقتصر عملنا داخل المكتب فقط ولكن أينما كنا نقوم بواجبنا سواءً كان في مجالس الشيوخ أو في التجمعات. ولدينا اجتماعات مع وجهاء وشيوخ العشائر أيضاً. كما أننا قمنا بحل قضية امرأة آشورية أيضاً. فالنساء الآشوريات أيضاً تتعرضن للعنف مثل نساء الطوائف الأخرى. كما أنه وبسبب تعرضهن للعنف والمشاكل الزوجية أصبحت النساء الآشوريات أيضاً يطلبن الطلاق. ولأن المرأة هي امرأة مهما كانت جنسيتها أو طائفتها، فإن ذات النظام والوعي يُشن ضدها، وكفاحها ضد ذلك مستمر".

 

"تحتل المرأة المرتبة الأولى في قضايا الصلح"

لفتت عليا أوكلو الانتباه إلى العدالة التي تحققها المرأة وحضورها في مجالس الشيوخ والوجهاء "صحيح أن المرأة عاطفية لكن عقلها أعظم وأكبر من قلبها. فالمرأة تحمي هويتها ومعرفتها وتحدد وجودها وكينونتها. سواء قبل الرجل بذلك أم لا، ستثبت المرأة نفسها وتلعب دورها وتقوم بواجبها. والمرأة تحقق العدالة على قدم المساواة. فهنا ودون تمييز، نتوصل إلى رأي ووجهة نظر مشتركة ونصدر القرار. في غضون 10 سنوات من الثورة، تمكنت النساء من تحطيم العديد من القيود والحواجز وذاع صيتها دولياً وعالمياً وجذبت انتباه العالم إليها. ففي الماضي عند وقوع جريمة قتل كان يتدخل فقط وجهاء وشيوخ العشائر لحل القضية، ولم تكن هناك شخصية أخرى غير شخصية الرجال. لكن تغير الوضع مع بداية ثورة 19 تموز. فالآن أصبحنا نرى شخصية المرأة في مجالس وجهاء العشائر وفي جلسات المصالحة ونرى حضورها القوي المليء بالمعرفة ونرى أنها جديرة باتخاذ القرار وإيجاد الحلول. وعندما تبدي المرأة رأيها يستمع الجميع إليها ويحترمونها".

 

"المرأة تمثل التوازن الأساسي للمجتمع"

واختتمت عليا أوكلو حديثها بالقول "التوازن هو ما يميز المرأة، فالمرأة تمثل التوازن الأساسي للمجتمع. وإذا ما أختل التوازن في المجتمع فإن المجتمع بأكمله يتدهور كما أن التوازن يرمز إلى المرأة وقوتها. أتقدم بالشكر الخاص للنساء اللواتي يؤدين واجباتهن ورسالتهن في لجنة الصلح في شمال وشرق سوريا. ونأمل أن تتخذ المرأة خطوات أكبر وأكثر فاعلية"