ثور 19 تموز... النساء تتمكن من تغيير الذهنية الذكورية

خاضت المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا ثورة بنضالها ومقاومتها وأصبحت مثالاً للنساء، وبذلك تمكنت من تغيير فكر وذهنية الرجل والمجتمع، اللذان بدءا مؤخراً بالمطالبة بإنهاء العنف ضد المرأة.

نورشان عبدي

كوباني ـ أكدت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة الفرات ماجدة حسون، على أن المرأة لعبت دوراً كبيراً من خلال ثورة 19 من تموز، ساعيةً للقضاء على الذهنية الذكورية المترسخة في المجتمع، لتحصل على كافة حقوقها وحريتها التي دفعت الكثير من أجلها.

منذ آلاف الأعوام والمرأة مهمشة ومنسية من قبل المجتمعات والأنظمة الرأسمالية التي عملت على قمع حريتها وحولتها لسلعة، في ظل ترسخ العادات والتقاليد البالية التي لعبت الدور الأكبر في وضع النساء ضمن قوالب نمطية لا يمكنهن تجاوز حدودها، إلا أن الزمن قد تغير والمرأة التي أدركت حقوقها لم تعد تقبل ما يجري من حولها كما هو الحال في إقليم شمال وشرق سوريا، فقد استطاعت النساء هناك من خلال نضالهن ومقاومتهن ضمن ثورة روج آفا التي عرفت بـ "ثورة المرأة" تغيير الذهنية الأبوية التي قيدتهن وتسببت في تعنيفهن لسنوات طويلة، وذلك بعدما تعرفن على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الذي أكد خلال تحليلاته على أن المرأة أساس المجتمع وتستطيع إدارته وقيادته.

وحققت النساء العديد من المكتسبات واستطعن الولوج لكافة المجالات، والمشاركة في إدارة الأسرة والمجتمع، فبنضالهن ومقاومتهن وصوتهن الحر غيرن النظرة المجتمعية، وهو ما اتضح مؤخراً خلال فعاليات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة التي صادفت الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، حيث خرج الرجال في كل مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، من بينها الرقة ودير الزور والطبقة ومنبج في تظاهرات مطالبة بالحد من العنف الممارس على المرأة، وهو ما يعد خطوة فريدة من نوعها في العالم.

 

"بثورتها حاربت ذهنية دامت لآلاف السنوات"

وحول ذلك قالت عضوة منسقية مؤتمر ستار بمدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا ماجدة حسون أن ثورة روج آفا التي انطلقت من مدينة كوباني في التاسع عشر من تموز/يوليو عام 2012، كانت بقيادة المرأة "قادت النساء في المنطقة نضالاً ومقاومة لا مثيل لهما، لقد حاربن الأنظمة الرأسمالية والعادات والتقاليد البالية، والذهنية الذكورية التي دامت لآلاف السنوات".

وأوضحت أن المرأة بمقاومتها في الثورة، سعت للقضاء على السياسات التي سلبتهن حقوقهن، لافتةً إلى أن النساء أحدثن تطوراً كبيراً في المنطقة من خلال الفعاليات التي تنظمنها حيث تعرفن المجتمع بتاريخهن وحقوقهن، والتي يتم تكثيفها خلال الأيام العالمية المخصصة لهن كيوم المرأة العالمي واليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة والذي اعتبرته يوماً مهماً لتسليط الضوء على نضال ومقاومة النساء حول العالم اللواتي تسعين للحصول على حريتهن.

وأشارت إلى أن نساء العالم تخرجن للفضاء للاحتفال بيوم النصر بالنسبة لهن من خلال تنظيم فعاليات ونشاطات متنوعة "في إطار الثورة التي نخوضها وإدارتنا الإدارة الذاتية الديمقراطية ومشروع الأمة الديمقراطية نرى أن المرأة هي أساس المجتمع وتحريرها يعني تحرر المجتمع، وبنضالنا كنساء استطعنا أن نغير نظرة المجتمع إلى حد ما، وهو ما لوحظ خلال الفعاليات المناهضة للعنف ضد المرأة هذا العام".

 

الرجال ينددون بالعنف ضد المرأة

في خطوة كانت الأولى من نوعها خرج الرجال بإقليم شمال وشرق سوريا في مظاهرات تنديداً بالعنف الممارس ضد النساء، حيث نظمت تلك الفعاليات في مناطق مختلفة كالرقة والطبقة ومنبج ودير الزور والتي كان لها تأثير خاص، حيث عاشت تلك المناطق سنوات تحت ظلم داعش وسيطرته عليها، عانت النساء خلالها من ويلات وعناء حيث تم تعنيفهن وقتلهن "أولى المناطق التي خرج فيها الرجال تنديداً بالعنف الممارس على المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا هي مدينة كوباني، حيث تأثر الرجال هناك بدور المرأة وكيفية قيادتها الثورة والمقاومة التي أبدينها حتى تحررت المدينة من داعش".

ولفتت إلى أنه "علينا كنساء أن نعمل أكثر لتنظيم أنفسنا وفقاً لفلسفة القائد عبد الله أوجلان "Jin Jiyan Azadî"، لنثبت للعالم أن القرن الواحد والعشرون هو قرن حرية المرأة في كافة أنحاء العالم"، مشيرةً إلى أن فلسفة "Jin Jiyan Azadî" انتشرت في كل مكان، حتى أنه بات يردد في كل الدول خاصة بعد الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في شرق كردستان "علينا نحن نساء العالم أجمع أن نكون صوتاً واحداً بوجه محاولات القمع والإبادة".