'بنضال النساء ضد الهيمنة الذكورية استمدت وريشة مرادي قوتها'

شجبت نساء مقاطعة عفرين ـ الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا، حكم الإعدام الصادر بحق الناشطة وريشة مرادي، مؤكدات على أن هذا الحكم يستهدف إرادة المرأة الحرة، وأنه بنضالهن وبفلسفة Jin Jiyan Azadî ستفشلن جميع سياسات الفاشية.

روبارين بكر

الشهباء ـ أكدت النساء بمقاطعة عفرين ـ الشهباء على أن وريشة مرادي استمدت قوتها من نضال النساء ورفضهن للسياسات التي تعمل على قمع النساء، وأن حكم الإعدام بحقها يعني مقتل لصوت الحقيقة والقضاء على مكانة ودور النساء في المجتمع.

تستمر الملاحقات القضائية والاضطهاد بحق الإيرانيات نتيجة مواقفهن المعارضة للسلطات ورفضهن للسياسات المتبعة من قمع وتمييز ضد النساء، ومنذ اندلاع ثورة المرأة ومقتل الشابة جينا أميني زاد عنف النظام الإيراني ضد النساء، حيث تجاوز حدود التنكيل والمعايير الإنسانية، وبإصداره لحكم الإعدام بحق الناشطة السياسية وعضوة منظومة المرأة الحرة لشرق كردستان وريشة مرادي أثبت مدى خوفه من إرادة المرأة الحرة التي تناضل بفلسفة Jin Jiyan Azadî.

ومؤخراً قام بإصدار حكم الإعدام على الناشطة السياسية وريشة مرادي بتهمة "الخيانة"، في وقت لم يسمحوا لها بالدفاع عن نفسها وحرموا محاميها من دراسة قضيتها.

وقالت نائبة هيئة المرأة بمقاطعة عفرين ـ الشهباء لإقليم شمال وشرق سوريا آرين باكير "جميعنا يعلم أن المرأة تواقة للحرية وخصوصاً بعد تعرفها على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، والمناضلات في إيران هن شخصيات قياديات ورياديات لأنهن خرجن من رحم المعاناة، ومنهن وريشة مرادي التي درست قسم الحقوق لكي تكون صاحبة إرادة قوية ونهج مدروس، وكذلك كي تقوم بالتعرف على حقيقة المرأة وحريتها، فنظام الملالي في إيران يحاول قمع هوية المرأة وإرادتها الحرة".  

وأوضحت أن "مقتل الشابة جينا أميني أثار انتفاضة النساء ضد العبودية وسياسات السلطات الإيرانية، وقد انطلقت انتفاضة المرأة في إيران نتيجة ذلك وتكللت هذه الانتفاضة بنضال النساء ورفضهن للسياسات التي تعمل على قمعهن، وبذلك استمدت وريشة مرادي قوتها بشكل أكبر وأعمق".

وأشارت إلى أن "واقع المرأة في شرق كردستان شهد تحولاً بعد اندلاع الانتفاضة، ومع مقتل الشابة جينا أميني، بدأت مرحلة جديدة في مكانة المرأة داخل المجتمع، وكذلك لثورة معاصرة تتماشى مع العصر وانتفضت تلك الثورة ضد الذهنية الذكورية".

وقالت "نرفض قرار حكم الإعدام الصادر بحق الناشطة الحقوقية وريشة مرادي، لأنه يستهدف جميع النساء ولا يمكننا قبوله بأي شكل من الأشكال"، موضحةً أن الهدف من هذا القرار هو إسكات صوت المرأة والقضاء على إرادتها، وهو بمثابة محاولة لإبادة المرأة الحرة.

وفي الختام، عاهدت آرين باكير بالسير على درب جميع المناضلات اللاتي ناضلن وكافحن من أجل تحرير المرأة "ثورتنا التي تحمل شعار Jin Jiyan Azadî، تستند إلى رفض الذهنية الذكورية التي تستعبد المرأة، وسنسير على خطى الناشطة وريشة مرادي".

بدورها قالت عضوة اتحاد المرأة الشابة نشام حمو "كما نعلم فإنه بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة يزداد هذا العام تعنيف النساء بالعالم وخاصةً في سوريا حيث نشهد حالات انتهاك بحق النساء في المناطق المحتلة ويتم ملاحقة الناشطات والإعلاميات دائماً حيث شاهدنا حالات لتعنيف النساء المناضلات وصولاً لقتلهن".

وأشارت إلى أن "الدولة التركية تلاحق النساء القياديات بمناطقنا ويتم استهدافهم، وكذلك في شمال كردستان تم استهداف إرادة المرأة الحرة عبر الشخصيات الإعلامية هيرو بهاء الدين وكلستان تارا". 

وأوضحت أنه "من أهم أهداف الدول الرأسمالية والسلطوية إخفاء صوت الحقيقة للمرأة التي تناضل وتكافح ضد سياستهم حيث يتم ذلك من قبل الدول الفاشية ليستهدفوا من خلاله المجتمع بأكمله كون المرأة صاحبة إرادة قوية تتحمل المعاناة دون استسلام أمام سلطتهم، ومقتلها يعني مقتل لصوت الحقيقة وقمعها".

ولفتت إلى أن "الإيرانيات تناضلن ضد ذهنية الدولة الذكورية، وصراخها في الأحياء يعني عدم قبولها للنظام الذي يمارس ضد حقوقها، وللناشطة وريشة مرادي دور كبير ضمن ثورة المرأة التي انطلقت تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية" وكانت من النساء اللاتي استمدنّ قوتهن من فلسفة "Jin Jiyan Azadî"، فإلى يومنا هذا السلطات الإيرانية تصدر أبشع الأحكام ضدها كحكم الإعدام".

وقالت "نرفض الحكم الصادر بحق الناشطة وريشة مرادي وعلى السلطات الإيرانية التراجع عنه لأن من حقها وغيرها من النساء في إيران التمتع بحقوقهن والدفاع عنها، وهذا الحكم يعتبر وصمة عار على جبين إيران"، مؤكدةً على أن "إصدار حكم الإعدام بحق النساء يثبت مدى ضعف وخوف السلطات الإيرانية من إرادة المرأة التي تسلحت بإيديولوجية وفلسفة القائد أوجلان".

وأضافت "لم يأتي ترديد النساء في إيران وشرق كردستان لشعار "Jin Jiyan Azadî" عن عبث فهو يرمز لإيديولوجية وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وهو الذي أهدانا هذه الفلسفة لنناضل في سبيل حريتنا".

ودعت نشام حمو جميع النساء للتجمع حول فلسفة "Jin Jiyan Azadî"، والانتفاض ضد حكم الإعدام بحق وريشة مرادي، مؤكدة أنه إذ لم يتم منع السلطات الإيرانية من تنفيذ هذا الحكم، فسيكون حياة معظم النساء معرضة للخطر.

ومن جانبها أوضحت الرئاسة المشتركة لحزب سوريا المستقبل خالدة عبدو "تتعرض المرأة دائماً لكافة أشكال العنف وخاصة في الأزمات والحروب حيث يتم ممارسته من قبل سياسة الأنظمة الحاكمة الاستبدادية، كون المرأة صاحبة إرادة قوية، والدول السلطوية تسعى للقضاء على مكانتها ودورها في المجتمع، ومنهن وريشة مرادي التي كافحت ورفضت العيش في ظل الاستبداد والهيمنة التي تمارسها الفاشية الإيرانية".

وأشارت إلى أن فلسفة المرأة ستنتصر ضد الأنظمة الاستبدادية وأنه لا أحد يستطيع أن يكسر من إرادتها الحرة ابتداءً من إقليم شمال وشرق سوريا ووصولاً إلى شرق كردستان وأن فلسفة "Jin Jiyan Azadî" ستنتشر في كل مكان.