مناطق شمال وشرق سوريا أمام تحديات بيئية كبيرة

الممارسات السلبية تجاه البيئة والتي يتسبب بها الإنسان قد تؤدي إلى نهاية العالم مثل التلوث البيئي الذي له تأثير كبير على جميع الكائنات الحية.

شيرين محمد

قامشلو ـ يوم بعد يوم تزداد الاكتشافات والدراسات العلمية التي تثبت كمية الأضرار التي تؤدي إلى نهاية البشرية، وخاصةً مناطق النزاع والحروب التي هي الأكثر تأثراً بهذه المخاطر لكن لا يتم تسليط الضوء على هذا الجانب من الحرب.

انتشر ما يعرف بـ "الحراقات"، والتي تكون بين السكان في الغالب والتي يعمل بها الجميع وحتى الأطفال دون أخذ الاحتياطات اللازمة، ليواجهوا التعرض اليومي للأبخرة السامة والمواد الخطرة. وتعد المصافي المؤقتة المهجورة وبرك النفايات النفطية وبحيرات القطران إحدى آثار الحرب المدمرة للبيئة.

تقول الإدارية في هيئة البيئة بإقليم الجزيرة آلاء السطل أن مناطق شمال وشرق سوريا جزء من العالم الذي يتعرض لتداعيات الاحتباس الحراري التي تؤثر على مختلف جوانب حياة الإنسان، موضحةً أن ظاهرة التلوث البيئي ازدادت بفعل عوامل طبيعية وأخرى صناعية، تتأثر بها العناصر الأساسية للحياة التربة، والماء، والهواء.

وحول تلوث التربة وتأثيره على حياة أهالي المنطقة خاصةً أن عدد كبير منهم يعتمد على الزراعة بينت أنه "يسيء المزارعين استخدام الأسمدة، حيث أنهم يستخدمون الكيمائية منها دون الطبيعية، إضافةً لاستخدامهم المبيدات الحشرية والتي بدورها تضر التربة بشكل كبير على المدى البعيد"، مشيرةً إلى أن "الحروب تنتهي لكن لا ينتهي أثر المواد الموجودة في الأسلحة على التربة، لأن جميع المواد الكيميائية يبقى تأثيرها على التربة مدة زمنية طويلة، مما أدى لظهور العديد من الأمراض ومنها السرطانات، إضافةً لتراجع الغطاء النباتي ونفوق الحيوانات".

وأضافت أن "للتلوث أسباب عديدة، وأي تصرف خاطئ تجاه البيئة يضر كثيراً بالمناخ العالمي حتى لو كان صغيراً، فالغطاء النباتي له علاقة كبيرة مع الاحتباس الحراري فمجرد قطع شجرة واحدة يتأثر المناخ، كما أن النفايات التي ترمى في الأنهار الموجودة بمناطقنا تتسبب بالكثير من الأضرار، وخاصة أن هذه الأنهار بمثابة مخزون لسقاية الأراضي الزراعية التي حولها"، مستذكرة التلوث المتعمد لمياه نهر جقجق حيث تضخ الدولة التركية مياه ملوثة تنبعث منها روائح كريهة ومليئة بالشوائب والفضلات مما يتسبب بانتشار الأمراض الجلدية والتنفسية والمعوية لدى سكان مدينة قامشلو.

وعن خطورة التلوث البيئي وتأثير الحراقات على الطبيعة وحياة سكان المنطقة أشارت آلاء السطل إلى أن "مناطقنا تفتقر لوجود مصافي للنفط، لذلك ومنذ سنوات انتشرت الحراقات ذات التأثير المدمر على البيئة وعلى صحة الإنسان وكذلك الوقود الغير مكرر بشكل مناسب والمستخدم في السيارات التي زاد عددها في السنوات الأخيرة".

وبينت أنه "تتكون ترسبات من التربة في الآبار الموجودة بالمنطقة، فالإنسان يضر بالبيئة كثيراً وهو لا يعلم مدى خطورة ذلك على استمرار الحياة، خاصةً منطقتنا التي تعاني من أزمات وحروب مستمرة فيجب أن ندرك ونكون واعين لذلك ونعمل على تخفيف الأضرار البيئية".

وترى آلاء السطل أنه لا يمكن العمل على حل مشاكل البيئة دون التوعية، فهيئة البيئة في الإدارة الذاتية لا يمكنها لوحدها إيقاف التداعيات الخطيرة لممارسات الإنسان غير الصحية تجاه البيئة "حتى نعالج مشاكل التلوث البيئي علينا أن نحمي أرضنا، ويمكننا تنجب التلوث بالوعي أي عندما نصل إلى الإدراك التام بأن التلوث البيئي يؤدي إلى نهاية العالم والبشرية عندها سنقضي على التلوث"، مبينةً أنه "يجب على الإنسان أن يقلل من استخدام المواد التي تضر البيئة، والبحث عن خيارات آمنة، مثل الاستعانة بالسماد الطبيعي بدلاً من الأسمدة الصناعية".

وأوضحت أن هيئة البيئة تعمل في مجال التوعية من خلال إعطاء محاضرات في المدارس والكومينات وتوزيع البروشورات في الشوارع ومن خلال إطلاق حملات بشكل مستمر، إلى جانب حملات نظافة وفرز نفايات وزراعة الأشجار في الطرق العامة والحدائق "الحفاظ على البيئة مسؤولية الجميع وذلك لحماية العالم والحفاظ على جميع الكائنات الموجودة على الأرض".

 

 

مديرية البيئة ومهامها في الحفاظ على البيئة  

من جهتها قالت العضو في مكتب التوعية والتثقيف البيئي مالفا داوود عن أعمال مديرية البيئة ومهامها الأساسية وبعض مشاريعها "يقتصر عمل مديرية البيئة في إقليم الجزيرة على تنفيذ المشاريع التي يتم إعدادها من قبل خبراء زراعيين ومناخ وبيئة وهندسة مدنية، ويعد تنفيذ هذه الأعمال من مهامنا الأساسية"، مشيرةً إلى أن المديرية تعمل على تنفيذ مشاريع زراعية ويقتصر هذا العمل على زراعة الأشجار والتكثيف من الغطاء النباتي".

وأجابت عن سؤالنا لماذا لا تكون المشاريع أكبر من ذلك؟ بالقول إنه "لا توجد إمكانيات كافية للحد من مظاهر التلوث البيئي في المنطقة"، لكنها أكدت أيضاً أن العمل جارٍ من أجل تحسين الواقع البيئي.  

وأضافت "منذ قرابة عام تأسست مديرية البيئة في إقليم الجزيرة، وعملنا خلال هذه المدة على زراعة غابات اصطناعية في محمية مزكفت في ناحية تربه سبيه وتضمن المشروع زراعة أكثر من ثلاثة آلاف و400 شجرة على مساحة 4 هكتار وبعدها تم تسليم المشروع لمديرية المحميات، أما بالنسبة للمشروع الثاني فهو زراعة أشجار على مساحة 3600 م2 في دوار المدخل الغربي لمدينة قامشلو، وتم تنفيذ المشروع من قبل شركة 4P وإشراف ودراسة مديرية البيئة في إقليم الجزيرة، بالإضافة إلى أن المديرية قامت بتنفيذ منتزه في ساحة نوروز، بالإضافة لتشجير المنصفات ضمن المدينة في منطقة الحزام وهيمو وعنترية".