تونس... المجتمع المدني النسوي قوة ضغط على البلاد

استهداف حقوق التونسيات والحد من حظوظهن في المشاركة السياسية، والعنف المسلط ضدهن والبطالة والفقر باتت من أكبر مشاغل المجتمع المدني النسوي في تونس.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ تراجعات المرأة التونسية خلال العشرية الماضية في مجال الحقوق والحريات وأيضاً في مجال المشاركة السياسية وباتت تشكو من تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي خاصةً في الأرياف حيث يكثر الفقر والأمية في صفوف النساء بسبب الانقطاع المبكر عن التعليم.

عن الصعوبات التي تواجه النساء في الأرياف تقول رئيسة جمعية المرأة الريفية بجندوبة أسماء عيادي أن النساء في الأرياف تواجهن العديد من التحديات خاصة العقلية الذكورية التي تحول دون بلوغهن مواقع القرار، وتجعلهن غير قادرات على تطوير ذواتهن وتنمية قدراتهن، لافتةً إلى أنها تعاني أيضاً من ضغوطات في القطاع الفلاحي وذلك بعد العمل على مشروع تحت عنوان "وضعية المرأة في القطاع الفلاحي بين الواقع والتحديات".

وشددت على أنه "يجب أن نجد لهن حلاً لمعاناتهن من النقل الفلاحي غير الآمن، فلحاجتهن لتلبية قوت يومهن تتنقلن بين المدن بطرق غير آمنة متحديات كافة المخاطر، كما أنهن تفتقرن إلى التغطية الصحية والأجر الذي يوازي المجهود الكبير".

وتشكل العاملات حلقة وصل ما بين أصحاب الأراضي الزراعية والمستهلكين وبدونها لا يمكن أن يكتمل العمل كما أوضحت، مشيرةً إلى أن جمعية المرأة الريفية تعمل على وضع خطة عمل تتكفل بتقديم مساهمات للفلاحات من بينها التأمين الصحي.

وعن تراجع تمثيلية المرأة في البرلمان الجديد قالت "هذا التراجع لا يبشر بأي خير وللأسف تغلغل العقلية الذكورية بمحافظة جندوبة لم ينصفها في الحصول على التزكيات التي لا تمنح إلا للرجال، بالرغم من إدراك البعض أن هناك العديد من النساء لديهن كفاءة أكثر".

وحول دور المجتمع المدني في تغيير العقليات وتحفيز المرأة على المشاركة السياسية أوضحت "عملنا في مناطق نائية لا يوجد فيها لا بنية تحتية ولا ماء ولا كهرباء وتمكنا من تغيير حال النساء نحو الأفضل حيث أصبحن قوة ضغط على السلطة وتمكنّ من تحسين وضعية الجهة".

ولفتت إلى أنه "دائماً نقوم بتنظيم دورات تدريبية في كل محطة انتخابية وآخرها الانتخابات البلدية وفي كل مرة نحاول حث النساء والشباب الذين يعزفون عن الاقبال على الانتخابات المشاركة فيها ونعمل على توعية النساء في المناطق الريفية خاصة التي تواجه العديد من العراقيل منها منع النساء من المشاركة وإرغامها على اختيار مرشح بعينه".

وأشارت إلى أن هناك شريحة هامة من النساء ترفضن التصويت وهن العاملات الفلاحيات اللواتي تجدن التوجه إلى مكاتب الاقتراع مضيعة للوقت ولأجرة عمل يوم كامل متسائلات "ماذا ستمنحنا هذه الانتخابات وبماذا ستفيدنا؟"، وأضافت "يأتي دور جمعية المرأة الريفية في الحد من عزوف هذه الفئة عن المشاركة السياسية، من خلال تنظيم دورات تدريبية للمرأة بالجهة حيث لاحظنا أن الكثيرات واعيات ومقتنعات بأهمية دورهن وذلك رغم محدودية المستوى التعليمي والثقافي".