مشروع "ودك الأنعام" يسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي

افتتحت الشابتان الرياديتان أمل بهجة وزوزو السلطان مشروعهما الخاص تحت اسم "ودك الأنعام" والتي تتجسد فكرته بإنتاج السمن الطبيعي بطريقة صحية وجودة عالية.

نغم كراجة

غزة ـ "كل ما هو قديم مستحدث" على نهج هذه العبارة قررت الرياديتان زوزو السلطان وأمل بهجة افتتاح مشروعهما الخاص "ودك الأنعام" كخطوة لتحقيق الاكتفاء الذاتي واستثمار طاقاتهن في تنمية مصدر دخلهن واستقلالهن المادي والمعنوي أيضاً.

حول مشروع "ودك الأنعام" لإنتاج السمن الطبيعي، قالت أخصائية التغذية الدكتورة أمل بهجة "لا شيء يأتي بمحض الصدفة، فغالبية نساء غزة تعانين من هشاشة العظام ونقص الفيتامينات، ورأيت أنهن تمتنعن عن الدهون رغم فائدتها في حال كانت طبيعية مثل ودك الأنعام الذي أصنعه بجودة عالية، ومن هنا قررت افتتاح المشروع الخاص بي".

وأشارت إلى أنها قدمت الأبحاث والدراسات عن ودك الأنعام وفوائده في الحماية من السرطان والأمراض الخطيرة والمزمنة حتى تستطيع افتتاح المشروع وتسويق المنتج بعد الموافقة من قبل الجهات العليا والوزارات المختصة، مؤكدةً على أن المشروع مهم بالدرجة الأولى للنساء والأطفال.

وأوضحت "كانت البداية عبارة عن أربع عبوات وتم بيعهم في النوادي الرياضية للنساء، ومن ثم اتجهنا لملتقى رياديات الزراعة الحضارية لترخيص المشروع وإنشاء بطاقة بيان بعد الفحوصات، ومن ثم سوقنا المنتجات في أكثر من مكان"، لافتةً إلى أنها تصنع الودك منذ ٨ أعوام لأسرتها في منزلها حتى أصبحت الفكرة مصدر دخل.

وأضافت "كوني صيدلانية وعلاقتي جيدة بالأطباء لم أتعسر في الترويج والتسويق حيث هنالك مجموعة كبيرة من النساء تتابعن الأنظمة الغذائية والحمية الصحية، مشيرةً إلى أنه يجب توعية بعض الطبقات من المجتمع بفكرة المشروع نظراً لأن العديد يجهلون الفكرة.

وعن الصعوبات والتحديات التي واجهتها قالت "واجهنا صعوبات في تغيير معتقدات بعض الأفراد نحو أهمية الدهون الصحية فقمت بترجمة الأبحاث العلمية الأجنبية التي تدعم المنتج ونشرها عبر الصفحات للتوعية، أما على الصعيد الشخصي فكانت العقبة في ضيق الوقت كوني أعمل في مهنة الصيدلة لكن شريكتي زوزو السلطان تدير المشروع بأكمله وأقوم بمراقبة جودة المنتج وطريقة التغليف، كذلك انقطاع الكهرباء الذي يبطء عملية التصنيع، بالإضافة إلى عدم استخدامنا أجهزة حديثة بسبب غلائها واستبدلناها بمعدات بديلة تفي الغرض".

وأوضحت أن ما يميز المنتج هو حفظه في عبوات صديقة للبيئة كالعبوات الزجاجية والفخار التي تحفظ المنتج لوقت أطول ولا تتأثر بأشعة الشمس.

 

 

ومن جانبها قالت زوزو السلطان أن فكرة المشروع مستوحاة من أهمية بقايا الطعام التي تهمل في البيوت "اقترحت فكرة إنشاء المشروع على صديقتي، فالعديد من المؤسسات الداعمة تتبنى الأفكار الغريبة والمميزة من المشاريع، وكانت نقطة الانطلاق بصنع المنتج وبيعه عبر النوادي الرياضية، ومن ثم شاركنا في العديد من المعارض التي أعرب بها الجميع عن جودة الإنتاج وأهميته".

ولفتت إلى أنهن قمن بتوزيع عينات عشوائية ومجانية مما ساهمت هذه الفكرة بتعريف النساء بالمنتج والإقبال عليه أكثر من مرة "قدمنا فكرة المشروع لإحدى المؤسسات التي تدعم المشاريع الريادية، واستطعنا منافسة أكثر من 140 مشروع وتم اختيارنا".

وأضافت "نحن خريجات جامعيات لكننا بحاجة إلى عمل وخلق مصدر دخل في ظل الظروف الاقتصادية المتردية وارتفاع معدلات البطالة، ولا سيما اليوم النساء هن معيلات أسرهن وأنفسهن أيضاً"، مشيرةً إلى أنها واجهت العديد من التحديات منها تنمر المجتمع على هذا العمل من باب السخرية والاستهزاء وتثبيط المعنويات لكن الإيمان بالذات والفكرة لم تدع للفشل مجال حتى نجح المشروع وحقق نسبة إقبال كبيرة.

وأوضحت أنهن يطمحن في توسيع مشروعهن من خلال إنشاء نقاط بيع متعددة في الخارج؛ لتصدير منتجاتهن وإيصال الفكرة لأكبر عدد ممكن من الأفراد، وبناء مصنع متخصص بصناعة الودك، كذلك تسعين لتكثيف دائرة الوعي والتثقيف بفكرة المشروع وأهمية المنتج كون هناك فئة كبيرة تجهل فائدته ومضمونه.